الجمعة، 3 أكتوبر 2014

أعمال وأدعية ليلة ويوم عرفة

أعمال وأدعية ليلة ويوم عرفة

بسم الله الرحمن الرحيم : لكم يا طيبين أدعية ليلة ويوم عرفه ، وهي أعلى الأدعية في المضامين وأرقاها في الأسلوب وأفضلها في المعنى ، وأقربها إن شاء الله في التوجه له تعالى ونيل رضاه سبحانه ، ولا يضاهيا دعاء من غير آل محمد في مثل هذا اليوم الشريف ، وأدعية ليلة عرفه كلها توجه بأسماء الله الحسنى ، كما يبتدا دعاء عرفة للإمام الحسين عليه السلام : بحمد الله والإقرار بقضائة الحتمي الذي لا يدفع ، سواء في إيجاد الوجود أو بقاءه ، وإن خلقه للخلق وعطائه ومده لأهل التكوين ولكل شيء فيه بما يناسبه وبما به صلاحه حسب شأنه لا يمنع منه شيء ، فهو خير الخالقين وأحسن الصانعين فلا يوجد صنع صانع أفضل منه ، بل جوده في التكوين واسع ولكل شيء شامل ، وإنه تعالى فطر وشق وأوجد وأفاض أنواع الأجناس وأفرادها ببديع صنعه لا من مثال موجود ومخلوق قبله ، وبأفضل صورة مممكن متقنه محكمة لا يتصور أحسن منه ، ولا يخفى عليه شيء مما خلق سواء من بداية الخلق طلع وأشرف ظهوره وأعلاه أو أسفله وأدناه ، ويضيع عنده عمل عامل بهداه ومن توكل عليه وأستودعه دينه وعلمه وعمله ورجى ثوابه وجزاءه الحسن وكرامته وفضله .


باب أدعية ليلة عرفة وفضلها


قال في إقبال الأعمال : عن أحمد بن جعفر بن شاذان يرويه عن النبي صلوات اللّه عليه انّه قال :
 انّ ليلة عرفة : يستجاب فيها ما دعا من خير ، و للعامل فيها بطاعة اللّه تعالى أجر سبعين و مائة سنة ، و هي ليلة المناجاة ، و فيها يتوب اللّه على من تاب ، و الحديث مختصر .
ومن دعاء في ليلة عرفة : وجدناه في كتب الدعوات ، يقول ما هذا لفظه :  روي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ، يرفعه إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله ، أنّه قال :
من دعا به : في ليلة عرفة ، أو ليالي الجمع غفر اللّه له ، و الدعاء :

اللّهُمَّ : يا شاهِدَ كُلِّ نَجْوى‏ ، وَ مَوْضِعَ كُلِّ شَكْوى‏ ، وَ عالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ ، وَ مُنْتَهى‏ كُلِّ حاجَةٍ ، يا مُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ عَلَى الْعِبادِ ، يا كَرِيمَ ، الْعَفْوِ  يا حَسَنَ التَّجاوُزِ  يا جَوادُ ، يا مَنْ لا يُوارِي مِنْهُ لَيْلٌ داجٍ ، وَ لا بَحْرٌ عَجّاجٌ ،  وَ لا سَماءٌ ذاتُ أَبْراجٍ ، وَ لا ظُلَمٌ ذاتُ أرْنِتاجٍ‏  ، يا مَنِ الظُّلْمَةُ عِنْدَهُ ضِياءٌ .
أَسْأَلُكَ : بِنُورِ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ الَّذِي تَجَلَّيْتَ بِهِ لِلْجَبَلِ ، فَجَعَلْتَهُ دَكّاً  ، وَ خَرَّ مُوسى‏ صَعِقاً ، وَ بِاسْمِكَ الَّذِي رَفَعْتَ بِهِ السَّماواتِ بِلا عَمْدٍ ، وَ سَطَحْتَ بِهِ الارْضَ عَلَى وَجْهِ ماءٍ جَمَدَ .
وَ بِاسْمِكَ : الْمَخْزُونِ الْمَكْنُونِ الْمَكْتُوبِ الطَّاهِرِ ، الَّذِي إِذا دُعِيتَ بِهِ اجَبْتَ ، وَ إِذا سُئِلْتَ بِهِ اعْطَيْتَ ، وَ بِاسْمِكَ الْقُدُّوسِ الْبُرْهانِ ، الَّذِي هُوَ نُورٌ عَلى‏ كُلِّ نُورٍ ، وَ نُورٌ مِنْ نُورٍ يُضِي‏ءُ مِنْهُ كُلُّ نُورٍ ، إِذا بَلَغَ الارْضُ انْشَقَّتْ ، وَ إِذا بَلَغَ السَّماواتُ فُتِحَتْ ، وَ إِذا بَلَغَ الْعَرْشُ اهْتَزَّ .
وَ بِاسْمِكَ : الَّذِي تَرْتَعِدُ مِنْهُ فَرائِصُ مَلائِكَتِكَ ، وَ اسْأَلُكَ بِحَقِّ جَبْرَئِيلَ وَ مِيكائِيلَ وَ إِسْرافِيلَ ، وَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفى‏ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ عَلى‏ جَمِيعِ الْأَنْبِياءِ وَ جَمِيعِ الْمَلائِكَةِ .
وَ بِالاسْمِ الَّذِي : مَشى‏ بِهِ الْخِضْرُ عَلى‏ قُلَلِ‏ الْماءِ كَما مَشى‏ بِهِ عَلى‏ جُدَدِ الارْضِ ، وَ بِاسْمِكَ الَّذِي فَلَقْتَ بِهِ الْبَحْرَ لِمُوسى‏ ، وَ اغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَ قَوْمَهُ ، وَ انْجَيْتَ بِهِ مُوسى‏ بْنَ عِمْرانَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الايْمَنِ ، فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَ الْقَيْتَ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنْكَ .
وَ بِاسْمِكَ الَّذِي : بِهِ أَحْيى عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ الْمَوْتى‏ ، وَ تَكَلَّمَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً ، وَ أَبْرَئَ الاكْمَهَ وَ الابْرَصَ بِاذْنِكَ ، وَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ حَمَلَةُ عَرْشِكَ وَ جَبْرَئِيلُ وَ مِيكائِيلُ وَ إِسْرافِيلُ وَ حَبِيبُكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ مَلائِكَتُكَ الْمُقَرَّبُونَ وَ أَنْبِياؤُكَ الْمُرْسَلُونَ وَ عِبادُكَ الصَّالِحُونَ مِنْ اهْلِ السَّماواتِ وَ الأَرَضِينَ .
وَ بِاسْمِكَ الَّذِي : دَعاكَ بِهِ ذُو النُّونِ ، اذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ انْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ ، فَنادى فِي الظُّلُماتِ انْ لا إِلهَ إِلَّا انْتَ ، سُبْحانَكَ انِّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ ، وَ نَجَّيْتَهُ مِنَ الْغَمِّ وَ كَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ .
وَ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ : الَّذِي دَعاكَ بِهِ داوُودُ ، وَ خَرَّ لَكَ ساجِداً فَغَفَرْتَ لَهُ ذَنْبَهُ ، وَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعَتْكَ بِهِ آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ ، اذْ قالَتْ‏ «رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَ نَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَ عَمَلِهِ وَ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ» ، فَاسْتَجَبْتَ لَها دُعاءَها .
وَ بِاسْمِكَ الَّذِي : دَعاكَ بِهِ أَيُّوبُ إِذْ حَلَّ بِهِ الْبَلاءُ ، فَعافَيْتَهُ وَ أتَيْتَهُ اهْلَهُ وَ مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ ، رَحْمَةً مِنْكَ وَ ذِكْرى‏ لِلْعابِدِينَ .
وَ بِاسْمِكَ الَّذِي : دَعاكَ بِهِ يَعْقُوبُ فَرَدَدْتَ عَلَيْهِ بَصَرَهُ وَ قُرَّةَ عَيْنِهِ يُوسُفَ وَ جَمَعْتَ شَمْلَهُ ، وَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ سُلَيْمانُ فَوَهَبْتَ لَهُ مُلْكاً لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ انَّكَ انْتَ الْوَهَّابُ .
وَ بِاسْمِكَ الَّذِي : سَخَّرْتَ بِهِ الْبُراقَ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، اذْ قالَ تَعالى‏ «سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى‏ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى» ، وَ قَوْلُهُ:  «سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَ إِنَّا إِلى‏ رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ »  .
وَ بِاسْمِكَ الَّذِي : تَنَزَّلَ بِهِ جَبْرَئِيلُ عَلى‏ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، وَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ آدَمُ فَغَفَرْتَ لَهُ ذَنْبَهُ وَ اسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ ، وَ اسْأَلُكَ بِحَقِّ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ ، وَ بِحَقِّ إِبْراهِيمَ ، وَ بِحَقِّ فَصْلِكَ يَوْمَ الْقَضاءِ ، وَ بِحَقِّ الْمَوازِينِ إِذا نُصِبَتْ ، وَ الصُّحُفِ إِذا نُشِرَتْ ، وَ بِحَقِّ الْقَلَمِ وَ ما جَرى‏ وَ اللَّوْحِ وَ ما أَحْصى ، وَ بِحَقِّ الاسْمِ الَّذِي كَتَبْتَهُ عَلى‏ سُرادِقِ الْعَرْشِ قَبْلَ خَلْقِكَ الْخَلْقَ وَ الدُّنْيا وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ بِأَلْفَيْ عامٍ .
وَ أشْهَدُ : أنْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ ، وَ اسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَخْزُونِ فِي خَزائِنِكَ الَّذِي اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ، لَمْ يَظْهَرْ عَلَيْهِ احَدٌ مِنْ خَلْقِكَ ، لا مَلِكٌ مُقَرَّبٌ وَ لا نَبِيٌّ مُرْسَلُ ، وَ لا عَبْدٌ مُصْطَفى‏ .
وَ اسْأَلُكَ : بِاسْمِكَ الَّذِي شَقَقْتَ بِهِ الْبِحارَ ، وَ قامَتْ بِهِ الْجِبَالُ ، وَ اخْتَلَفَ بِهِ اللَّيْلُ وَ النَّهارُ ، وَ بِحَقِّ السَّبْعِ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَ بِحَقِّ الْكِرامِ الْكاتِبِينَ ، وَ بِحَقِّ طه وَ يس وَ كَهيعص وَ حمعسق ، وَ بِحَقِّ تَوْراةِ مُوسى‏ وَ انْجِيلِ عِيسى‏ وَ زَبُورِ داوُودَ وَ فُرْقانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ عَلى‏ جَمِيعِ الرُّسُلِ ، وَ باهِيّا شَراهِيّاً .
اللّهُمَّ : إنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ تِلْكَ الْمُناجاةِ الَّتِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَ مُوسى‏ بْنِ عِمْرانَ فَوْقَ جَبَلِ طُورِ سَيْناءَ ، وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي عَلَّمْتَهُ مَلَكَ الْمَوْتِ لِقَبْضِ الأَرْواحِ ، وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي كُتِبَ عَلى‏ وَرَقِ الزَّيْتُونِ فَخَضَعَتِ النيرانُ لِتِلْكَ الْوَرَقَةِ ، فَقُلْتَ‏ «يا نارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاماً» «2» .
وَ أَسْأَلُكَ : بِاسْمِكَ الَّذِي كَتَبْتَهُ عَلى‏ سُرادِقِ الْمَجْدِ وَ الْكَرامَةِ ، يا مَنْ‏ لا يُحْفِيهِ‏ سائِلٌ وَ لا يَنْقُصُهُ نائِلٌ ، يا مَنْ بِهِ يُسْتَغاثُ وَ إِلَيْهِ يُلْجَأُ ، أَسْأَلُكَ بِمَعاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَ مُنْتَهىَ الرَّحْمَةِ مِنْ كِتابِكَ وَ بِاسْمِكَ الاعْظَمِ وَ جَدِّكَ الأَعْلى وَ كَلِماتِكَ التَّامَّاتِ الْعُلى‏ .
اللَّهُمَّ : رَبَّ الرِّياحِ وَ ما ذَرَتْ ، وَ السَّماءِ وَ ما اظَلَّتْ وَ الارْضِ وَ ما اقَلَّتْ ، وَ الشَّياطِينِ وَ ما اضَلَّتْ وَ الْبِحارِ وَ ما جَرَتْ ، وَ بِحَقِّ كُلِّ حَقٍّ هُوَ عَلَيْكَ حَقٌّ ، وَ بِحَقِّ الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ وَ الرَّوْحانِيِّينَ وَ الْكَروبِيِّينَ وَ الْمُسَبِّحِينَ لَكَ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ لا يَفْتُرُونَ‏  ، وَ بِحَقِّ إِبْراهِيمَ خَلِيلِكَ ، وَ بِحَقِّ كُلِّ وَلِيٍّ يُنادِيكَ بَيْنَ الصَّفا وَ الْمَرْوَةِ ، وَ تَسْتَجِيبُ لَهُ دُعاءَهُ يا مُجِيبُ .
أَسْأَلُكَ : بِحَقِّ هذِهِ الأَسْماءِ ، وَ بِهذِهِ الدَّعَواتِ ، انْ تَغْفِرَ لَنا ما قَدَّمْنا وَ ما أَخَّرْنا ، وَ ما أَسْرَرْنا وَ ما اعْلَنَّا ، وَ ما أَبْدينا وَ ما أَخْفَيْنا ، وَ ما انْتَ اعْلَمُ بِهِ مِنَّا ، انَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرّاحِمِينَ .
يا حافِظَ : كُلِّ غَرِيبٍ ، يا مُونِسَ كُلِّ وَحِيدٍ ، يا قُوَّةَ كُلِّ ضَعِيفٍ ، يا ناصِرَ كُلِّ مَظْلُومٍ ، يا رازِقَ كُلِّ مَحْرُومٍ ، يا مُونِسَ كُلِّ مُسْتَوْحِشٍ ، يا صاحِبَ كُلِّ مُسافِرٍ ، يا عِمادَ كُلِّ حاضِرٍ ، يا غافِرَ كُلِّ ذَنْبٍ وَ خَطِيئَةٍ ، يا غِياثَ الْمُسْتَغِيثِينَ ، يا صَرِيخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ ، يا كاشِفَ كَرْبِ الْمَكْرُوبِينَ .
يا فارِجَ : هَمِّ الْمَهْمُومِينَ ، يا بدِيعَ السَّماواتِ وَ الأَرضِينَ ، يا مُنْتَهى‏ غايَةِ الطَّالِبِينَ ، يا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، يا رَبَّ الْعالَمِينَ ، يا دَيَّانَ يَوْمِ الدِّينِ ، يا اجْوَدَ الاجْوَدِينَ ، يا اكْرَمَ الاكْرَمِينَ ، يا اسْمَعَ السَّامِعِينَ ، يا أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ ، يا اقْدَرَ الْقادِرِينَ .
اغْفِرْ لِيَ : الذُّنُوبَ الَّتِي تُغَيِّرُ النِّعَمَ ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُورِثُ النَّدَمَ ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُورِثُ السَّقَمَ ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَهْتِكُ الْعِصَمَ ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَرُدُّ الدُّعاءَ .
وَ اغْفِرْ لِيَ : الذُّنُوبَ الَّتِي تَحْبِسُ قَطْرَ السَّماءِ ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُعَجِّلُ الْفَناءَ ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَجْلِبُ الشِّقاءَ ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَظْلِمُ الْهَواءَ ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَكْشِفُ الْغِطاءَ ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي لا يَغْفِرُها غَيْرُكَ يا اللَّهُ .
وَ احْمِلْ عَنِّي : كُلَّ تَبِعَةٍ لأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ ، وَ اجْعَلْ لِي مِنْ امْرِي فَرَجاً وَ مَخْرَجاً وَ يُسْراً ، وَ انْزِلْ يَقِينَكَ فِي صَدْرِي وَ رَجاءَكَ فِي قَلْبِي ، حَتّى‏ لا ارْجُوَ غَيْرَكَ .
اللّهُمَّ احْفَظْنِي : وَ عافِنِي فِي مَقامِي ، وَ اصْحِبْنِي فِي لَيْلِي وَ نَهارِي ، وَ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَ خَلْفِي ، وَ عَنْ يَمِينِي وَ عَنْ شِمالِي ، وَ مِنْ فَوْقِي وَ مِنْ تَحْتِي ، وَ يَسِّرْ لِيَ السَّبِيلَ وَ احْسِنْ لِيَ التَّيْسِيرَ ، وَ لا تَخْذُلْنِي فِي الْعَسِير .
وَ اهْدِنِي : يا خَيْرَ دَلِيلٍ ، وَ لا تَكِلْنِي الى‏ نَفْسِي فِي الأُمُورِ وَ لَقِّنِي كُلَّ سُرُرٍ ، وَ اقْلِبْنِي الى‏ اهْلِي بِالْفَلاحِ وَ النَّجاحِ مَحْبُوراً «1» فِي الْعاجِلِ وَ الْآجِلِ ، إِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ .
وَ ارْزُقْنِي : مِنْ فَضْلِكَ وَ اوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ طَيِّباتِ رِزْقِكَ ، وَ اسْتَعْمِلْنِي فِي طاعَتِكَ ، وَ اجِرْنِي مِنْ عَذابِكَ وَ نارِكَ ، وَ اقْلِبْنِي إِذا تَوَفَّيْتَنِي الى‏ جَنَّتِكَ بِرَحْمَتِكَ .
اللّهُمَّ : إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوالِ نِعْمَتِكَ وَ مِنْ تَحْوِيلِ عافِيَتِكَ ، وَ مِنْ حُلُولِ نِقْمَتِكَ ، وَ مِنْ نُزُولِ بَلائِكَ ، وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ الْبَلاءِ وَ دَرَكِ الشِّقاءِ وَ مِنْ سُوءِ الْقَضاءِ ، وَ شَماتَةِ الأَعْداءِ ، وَ مِنْ شَرِّ ما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ ، وَ مِنْ شَرِّ ما فِي الْكِتابِ الْمُنْزَلِ .
اللَّهُمَّ : لا تَجْعَلْنِي مِنَ الأَشْرارِ ، وَ لا مِنْ أَصْحابِ النَّارِ ، وَ لا تَحْرِمْنِي صُحْبَةَ الأَخْيارِ ، وَ احْيِنِي حَياةً طَيِّبَةً ، وَ تَوَفَّنِي وَفاةً طَيِّبَةً تُلْحِقُنِي بِالأبْرارِ ، وَ ارْزُقْنِي‏ مُرافَقَةَ الأَنْبِياءِ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ .
اللَّهُمَّ : لَكَ الْحَمْدُ عَلى‏ حُسْنِ بَلائِكَ وَ صُنْعِكَ ، وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى الإِسْلامِ وَ السُّنَّةِ ، يا رَبِّ كَما هَدَيْتَهُمْ لِدِينِكَ وَ عَلَّمْتَهُمْ كِتابَكَ فَاهْدِنا وَ عَلِّمْنا ، وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلى‏ حُسْنِ بَلائِكَ وَ صُنْعِكَ عِنْدِي خاصَّةً ، كَما خَلَقْتَنِي فَاحْسَنْتَ خَلْقِي ، وَ عَلَّمْتَنِي فَاحْسَنْتَ تَعْلِيمِي ، وَ هَدَيْتَنِي فَاحْسَنْتَ هِدايَتِي ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى‏ إِنْعامِكَ عَلَيَّ قَدِيماً وَ حَدِيثاً .
فَكَمْ : مِنْ كَرْبٍ يا سَيِّدِي قَدْ فَرَّجْتَهُ ، وَ كَمْ مِنْ غَمٍّ يا سَيِّدِي قَدْ نَفَّسْتَهُ ، وَ كَمْ مِنْ هَمٍّ يا سَيِّدِي قَدْ كَشَفْتَهُ ، وَ كَمْ مِنْ بَلاءٍ يا سَيِّدِي قَدْ صَرَفْتَهُ ، وَ كَمْ مِنْ عَيْبٍ يا سَيِّدِي قَدْ سَتَرْتَهُ .
فَلَكَ الْحَمْدُ : عَلى‏ كُلِّ حالٍ ، فِي كُلِّ مَثْوى‏ وَ زَمانٍ ، وَ مُنْقَلَبٍ وَ مُقامٍ ، وَ عَلى‏ هذِهِ الْحالِ وَ كُلِّ حالٍ .
اللَّهُمَّ : اجْعَلْنِي مِنْ افْضَلِ عِبادِكَ نَصِيباً فِي هذا الْيَوْمِ‏ «1» ، مِنْ خَيْرٍ تَقْسِمُهُ ، اوْ ضُرٍّ تَكْشِفُهُ ، اوْ سُوءٍ تَصْرِفُهُ ، اوْ بَلاءٍ تَدْفَعُهُ ، اوْ خَيْرٍ تَسُوقُهُ ، اوْ رَحْمَةٍ تَنْشُرُها ، اوْ عافِيَةٍ تُلْبِسُها ، فَإِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ، وَ بِيَدِكَ خَزائِنُ السَّماواتِ وَ الارْضِ .
وَ انْتَ : الْواحِدُ الْكَرِيمُ ، الْمُعْطِي الَّذِي لا يَرُدُّ سائِلَهُ ، وَ لا يُخَيِّبُ آمِلَهُ ، وَ لا يَنْقُصُ نائِلَهُ ، وَ لا يَنْفَدُ ما عِنْدَهُ ، بَلْ يَزْدادُ كَثْرَةً وَ طِيباً وَ عَطاءً وَ جُوداً ، وَ ارْزُقْنِي مِنْ خَزائِنِكَ الَّتِي لا تَفْنى‏ وَ مِنْ رَحْمَتِكَ الْواسِعَةِ ، إِنَّ عَطاءَكَ لَمْ يَكُنْ مَحْظُوراً ، وَ انْتَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

عن عبد اللّه بن مسعود يقول : ما من عبد و لا أمة دعا ليلة عرفة بهذا الدعاء ، و هي عشر كلم ، ألف مرّة ، لم يسأل اللّه عزّ و جلّ شيئا إلّا أعطاه ، الّا قطيعة رحم أو أثم :
سُبْحانَ : مَنْ فِي السَّماءِ عَرْشُهُ ، سُبْحانَ الَّذِي فِي الارْضِ سَطْوَتُهُ ، سُبْحانَ الَّذِي فِي الْبَحْرِ سَبِيلُهُ ، سُبْحانَ الَّذِي فِي النَّارِ سُلْطانُهُ ، سُبْحانَ الَّذِي فِي الْجَنَّةِ رَحْمَتُهُ .
سُبْحانَ : الَّذِي فِي الْقُبُورِ قَضاؤُهُ ، سُبْحانَ الَّذِي فِي الْهَواءِ أمْرُهُ ، سُبْحانَ الَّذِي رَفَعَ السَّماءِ ، سُبْحانَ الَّذِي وَضَعَ الارْضَ ، سُبْحانَ مَنْ لا مَنْجَا مِنْهُ الَّا إِلَيْهِ  .


+
+


باب أدعية يوم عرفة

يوم عرفة : هو اليوم التاسع من ذي الحجة ، يستحب صومه لمن لا يضعف عن الدعاء ولم يشك بالهلال ، و يستحب الاغتسال قبل الزوال ، ويطهر نفسه ونيته .
فإذا زالت الشمس : فابرز تحت السماء ، و صل الظهرين تحسن ركوعهن و سجودهن ، فإذا فرغت : فكبر الله مائة ، و احمده مائة ، و سبحه مائة ، و اقرأ التوحيد مائة ، و احمد الله تعالى ، و هلله و مجده و أثن عليه ما قدرت . و ان أحببت أن تزيد على ذلك فزد و اقرأ سورة القدر مائة مرة.
و صلاة : يوم عرفة فيما سوى عرفات من الأماكن و الأصقاع ، ركعتان بعد صلاة العصر و قبل الدعاء.

أحاديث في فضل الدعاء في يوم عرفة 
روي في إقبال الأعمال : بسنده عن مولانا الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام انّه قال : من صلّى يوم عرفة قبل أن يخرج إلى الدعاء في ذلك ، و يكون بارزا تحت السّماء ركعتين ، و أعترف للّه عزّ و جلّ بذنوبه و أقرّ له بخطاياه ، نال ما نال الواقفون بعرفة من الفوز ، و غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخّر .
وقال ابن طاووس رحمه الله : فإذا تطهّرت و غسّلت عقلك بماء سحائب الإقبال على مولاك ، و غسلت قلبك بدموع الخشوع و الخضوع لمالك دنياك و أخراك ، فاغتسل الغسل المأمور به في عرفة ، فإنّه من المهمات ، و لتكن نيّتك في ذلك الغسل الموصوف ، و لكلّ غسل تحتاج إليه في ذلك اليوم المعروف.
فتغتسل : غسل التوبة ، عسى ان يكن قد بقي عليك شي‏ء من عيوب القلوب و أدواء الذنوب ، و غسل يوم عرفة و غسل الحاجة و غسل قبول الدعوات ، فانّنا وجدناه في الروايات ، و غسل الاستخارات ، عسى تحتاج إلى شي‏ء من المشاورات ، و كلّ غسل يمكن في ذلك النهار. و ليكن غسلك قبل الظهرين بقليل لعلّك تصلّي وتدعو و أنت على ذلك الحال الجميل  . طبعا ويمكن جمع الأغسال بغسل واحد بجميع النيات.
وتخير: لنفسك من الدعاء ما أحببت، وأجتهد فإنه يوم دعاء و مسألة.
  و يستحب : أن يدعو ليلة الجمعة و يوم الجمعة ، و ليلة عرفة و يوم عرفة ، بهذا الدعاء :
 اللَّهُمَّ : مَنْ تَعَبَّأَ وَ تَهَيَّأَ  وَ أَعَدَّ وَ اسْتَعَدَّ ، لِوِفَادَةٍ إِلَى مَخْلُوقٍ رَجَاءَ رِفْدِهِ وَ جَائِزَتِهِ ، فَإِلَيْكَ يَا رَبِّ  تَعْبِئَتِي وَ تَهْيِئَتِي  وَ إِعْدَادِي وَ اسْتِعْدَادِي‏ ، رَجَاءَ عَفْوِكَ  وَ طَلَبَ نَائِلِكَ وَ جَائِزَتِكَ ، فَلَا تُخَيِّبِ الْيَوْمَ دُعَائِي يَا مَوْلَايَ .
يَا مَنْ : لَا يَخِيبُ‏عَلَيْهِ سَائِلٌ  وَ لَا يَنْقُصُهُ نَائِلٌ ، فَإِنِّي لَمْ آتِكَ الْيَوْمَ  ثِقَةً بِعَمَلٍ صَالِحٍ عَمِلْتُهُ ، وَ لَا لِوِفَادَةٍ إِلَى مَخْلُوقٍ رَجَوْتُهُ ، أَتَيْتُكَ مُقِرّاً عَلَى نَفْسِي بِالْإِسَاءَةِ وَ الظُّلْمِ ، مُعْتَرِفاً بِأَنْ لَا حُجَّةَ لِي وَ لَا عُذْرَ ، أَتَيْتُكَ أَرْجُو عَظِيمَ عَفْوِكَ الَّذِي عَلَوْتَ بِهِ عَلَى الْخَاطِئِينَ ، فَلَمْ يَمْنَعْكَ طُولُ عُكُوفِهِمْ عَلَى عَظِيمِ الْجُرْمِ ، أَنْ عُدْتَ عَلَيْهِمْ بِالرَّحْمَةِ .
فَيَا مَنْ : رَحْمَتُهُ وَاسِعَةٌ  وَ عَفْوُهُ عَظِيمٌ ، يَا عَظِيمُ يَا عَظِيمُ يَا عَظِيمُ ، لَا يَرُدُّ غَضَبَكَ إِلَّا حِلْمُكَ ، وَ لَا يُنْجِي مِنْ سَخَطِكَ إِلَّا التَّضَرُّعُ إِلَيْكَ .
فَهَبْ لِي : يَا إِلَهِي فَرَجاً بِالْقُدْرَةِ الَّتِي بِهَا تُحْيِي مَيِّتَ الْعِبَادِ ، وَ لَا تُهْلِكْنِي غَمّاً حَتَّى تَسْتَجِيبَ لِي ، وَ تُعَرِّفَنِي الْإِجَابَةَ فِي دُعَائِي ، وَ أَذِقْنِي طَعْمَ الْعَافِيَةِ .
إِلَهِي : مُنْتَهَى أَجَلِي ، وَ لَا تُشْمِتْ بِي عَدُوِّي ، وَ لَا تُسَلِّطْهُ عَلَيَّ ، وَ لَا تُمَكِّنْهُ مِنْ عُنُقِي . يَا إِلَهِي : إِنْ وَضَعْتَنِي  فَمَنْ ذَا الَّذِي يَرْفَعُنِي ، وَ إِنْ رَفَعْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَضَعُنِي ، وَ إِنْ أَهْلَكْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَتَعَرَّضُ لَكَ فِي عَبْدِكَ  أَوْ يَسْأَلُكَ عَنْ أَمْرِهِ .
وَ قَدْ عَلِمْتُ يَا إِلَهِي : أَنَّهُ لَيْسَ فِي حُكْمِكَ ظُلْمٌ ، وَ لَا فِي نَقِمَتِكَ عَجَلَةٌ ، وَ إِنَّمَا يَعْجَلُ مَنْ يَخَافُ الْفَوْتَ ، وَ إِنَّمَا يَحْتَاجُ إِلَى الظُّلْمِ الضَّعِيفُ .
وَ قَدْ تَعَالَيْتَ يَا إِلَهِي : عَنْ ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً .
اللَّهُمَّ : إِنِّي أَعُوذُ بِكَ  فَأَعِذْنِي ، وَ أَسْتَجِيرُ بِكَ  فَأَجِرْنِي ، وَ أَسْتَرْزِقُكَ  فَارْزُقْنِي ، وَ أَتَوَكَّلُ عَلَيْكَ  فَاكْفِنِي ، وَ أَسْتَنْصِرُكَ عَلَى عَدُوِّي  فَانْصُرْنِي ، وَ أَسْتَعِينُ بِكَ  فَأَعِنِّي ، وَ أَسْتَغْفِرُكَ يَا إِلَهِي  فَاغْفِرْ لِي ، آمِينَ آمِينَ آمِينَ‏  .
وقال ابن طاووس في إقبال الأعمال : إسنادنا إلى مولانا الصّادق صلوات اللّه عليه ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لعليّ عليه السلام: ألا أعلّمك دعاء يوم عرفة ، و هو دعاء من كان قبلي من الأنبياء ؟ قال: تقول:
لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ : وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ ، يُحْيِي وَ يُمِيتُ ، وَ هُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ ، وَ هُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ.
اللّهُمَّ : لَكَ الْحَمْدُ  كَالَّذِي تَقُولُ  وَ خَيْراً مِمَّا نَقُولُ ، وَ فَوْقَ ما يَقُولُ الْقائِلُونَ .
اللّهُمَّ : لَكَ صَلاتِي وَ نُسُكِي وَ مَحْيايَ وَ مَماتِي ، وَ لَكَ بَراءَتِي  وَ بِكَ حَوْلِي  وَ مِنْكَ قُوَّتِي .
اللّهُمَّ : إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ ، وَ مِنْ وَسْواسِ الصَّدْرِ ، وَ مِنْ شَتاتِ الْأَمْرِ ، وَ مِنْ عَذابِ الْقَبْرِ .
اللّهُمَّ : إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الرِّياحِ ، وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما تَجِي‏ءُ بِهِ الرِّياحِ ، وَ أَسْأَلُكَ خَيْرَ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ .
اللّهُمَّ : أجْعَلْ فِي قَلْبِي نُوراً ، وَ فِي سَمْعِي وَ بَصَرِي نُوراً ، وَ فِي لَحْمِي وَ عِظامِي نُوراً ، وَ فِي عُرُوقِي وَ مَقْعَدِي وَ مُقامِي وَ مَدْخَلِي وَ مَخْرَجِي نُوراً ، وَ أَعْظِمْ لِي نُوراً  يا رَبِّ يَوْمَ أَلْقاكَ ، إِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ  .

وعن قاسم بن حسين النيسابوري قال : رأيت أبا جعفر عليه السلام ، عند ما وقف بالموقف ، مدّ يديه جميعا ، فما زالتا ممدودتين إلى أن أفاض ، فما رأيت أحدا أقدر على ذلك منه‏ .
وعن عليّ بن داود قال: رأيت أبا عبد اللّه عليه السلام : في الموقف ، آخذا بلحيته و مجامع ثوبه ، و هو يقول بإصبعه اليمنى منكّس الرأس : هذه رمّتي بما جنيت .
وعن حمّاد بن عبد اللّه قال : كنت قريبا من أبي الحسن موسى عليه السلام بالموقف ، فلمّا همّت الشمس للغروب ، أخذ بيده اليسرى بمجامع ثوبه ، ثمّ قال:
اللّهُمَّ : إِنِّي عَبْدُكَ وَ ابْنُ عَبْدِكَ ، إِنْ تُعَذِّبْنِي فَبِامُورٍ قَدْ سَلَفَتْ مِنِّي ، وَ أَنَا بَيْنَ يَدَيْكَ بِرمَّتِي ، وَ إِنْ تَعْفُ عَنِّي  فَأَهْلُ الْعَفْوِ أَنْتَ  يا اهْلَ الْعَفْوِ ، يا أَحَقَّ مَنْ عَفى‏ أغْفِرْ لِي وَ لِأصْحابِي ، وَ حرّك دابّته فمرّ .
عن مولانا عليّ بن موسى الرِّضا صلوات اللّه عليه في يوم عرفة :
 اللَّهُمَّ : كَما سَتَرْتَ عَلَيَّ ما لَمْ أَعْلَمْ ، فَاغْفِرْ لِي مَا تَعْلَمُ ، وَ كَما وَسَعَنِي عِلْمُكَ  فَلْيَسَعْنِي عَفْوُكَ ، وَ كَما بَدَأْتَنِي بِالإِحْسانِ  فَأَتِمَّ نِعْمَتَكَ بِالْغُفْرانِ ، وَ كَما أَكْرَمْتَنِي بِمَعْرِفَتِكَ فَاشْفَعْها بِمَغْفِرَتِكَ .
وَ كَما عَرَّفْتَنِي : وَحْدانِيَّتَكَ  فَأَكْرِمْنِي بِطاعَتِكَ ، وَ كَما عَصَمْتَنِي ما لَمْ أَكُنْ أَعْتَصِمُ مِنْهُ إِلَّا بِعِصْمَتِكَ ، فَاغْفِرْ لِي ما لَوْ شِئْتَ عَصَمْتَنِي مِنْهُ ، يا جَوادُ يا كَرِيمُ ، يا ذَا الْجَلالِ وَ الإِكْرامِ‏  .

وذكر الصدوق : و من السنة أن يجتمع الناس في الأمصار عشية عرفة بغير إمام، يدعون الله‏ .










دعاء يوم عرفة
للإمام الحسين بن علي عليه السلام

دعاء مولانا الحسين بن علي صلوات اللّه عليه : عن إقبال الأعمال والبلد الأمين وبحار الأنوار ، قال المجلسي رحمه الله : و قال الكفعمي في حاشية البلد الأمين المذكور على أول هذا الدعاء ، و ذكر السيد الحسيب النسيب رضي الدين علي بن طاوس قدس الله روحه في كتاب مصباح الزائر ، قال روى بشر و بشير الأسديان :
أَنَّ الْحُسَيْنَ : بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليهم السلام ، خَرَجَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ يَوْمَئِذٍ مِنْ فُسْطَاطِهِ  مُتَذَلِّلًا خَاشِعاً ، فَجَعَلَ عليه السلام يَمْشِي هَوْناً هَوْناً ، حَتَّى وَقَفَ هُوَ وَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ وُلْدِهِ وَ مَوَالِيهِ ، فِي مَيْسَرَةِ الْجَبَلِ  مُسْتَقْبِلَ الْبَيْتِ .
 ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ كَاسْتِطْعَامِ الْمِسْكِينِ ، ثُمَّ قَالَ :

 الْحَمْدُ لِلَّهِ : الَّذِي لَيْسَ لِقَضائِهِ دافِعٌ ، وَ لا لِعَطائِهِ مانِعٌ ، وَ لا كَصُنْعِهِ صُنْعُ صانِعٍ ، وَ هُوَ الْجَوادُ الْواسِعُ ، فَطَرَ أَجْناسَ الْبَدائِعِ ، وَ أَتْقَنَ بِحِكْمَتِهِ الصَّنائِعَ ، لا يَخْفى‏ عَلَيْهِ الطَّلائِعُ‏ ، وَ لا تَضِيعُ عِنْدَهُ الْوَدائِعُ .
أَتى : بِالْكِتابِ الْجامِعِ ، وَ بِشَرْعِ الإِسْلامِ  النُّورِ السَّاطِعِ ، وَ هُوَ لِلْخَلِيقَةِ صانِعٌ ، وَ هُوَ الْمُسْتَعانُ عَلَى الْفَجائِعِ ، جازِي كُلِّ صانِعٍ ، وَ رائِشُ كُلِّ قانِعٍ ، وَ راحِمُ كُلِّ ضارِعٍ  ، وَ مُنَزِّلُ الْمَنافِعِ   وَ الْكِتابِ الْجامِعِ  بِالنُّورِ السَّاطِعِ.
وَ هُوَ : لِلدَّعَواتِ سامِعٌ ، وَ لِلدَّرَجاتِ رافِعٌ ، وَ لِلْكُرُباتِ دافِعٌ ، وَ لِلْجَبابِرَةِ قامِعٌ ، وَ راحِمُ عَبْرَةِ كُلِّ ضارِعٍ ، وَ دافِعُ‏ ضَرْعَةِ كُلِّ ضارِعٍ .
 فَلا إِلهَ غَيْرُهُ : وَ لا شَيْ‏ءَ يَعْدِلُهُ ، وَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ ، وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ، اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ، وَ هُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ.

اللّهُمَّ : إِنِّي أَرْغَبُ إِلَيْكَ ، وَ أَشْهَدُ بِالرُّبُوبِيَّةِ لَكَ ، مُقِرّاً بِأَنَّكَ رَبِّي ، وَ أَنَّ إِلَيْكَ مَرَدِّي .
ابْتَدَأْتَنِي : بِنِعْمَتِكَ  قَبْلَ أَنْ أَكُونَ شَيْئاً مَذْكُوراً ، وَ خَلَقْتَنِي مِنَ التُّرابِ ثُمَّ أَسْكَنْتَنِي الْأَصْلابَ ، أَمْناً لِرَيْبِ الْمَنُونِ‏  وَ اخْتِلافِ الدُّهُورِ ، فَلَمْ أَزَلْ ظاعِناً  مِنْ صُلْبٍ إِلى‏ رَحِمٍ فِي تَقادُمِ‏ الْأَيَّامِ الْماضِيَةِ ، وَ الْقُرُونِ الْخالِيَةِ.
لَمْ تُخْرِجْنِي : لِرَأْفَتِكَ بِي  وَ لُطْفِكَ لِي‏  وَ إِحْسانِكَ إِلَيَّ ، فِي دَوْلَةِ أَيَّامِ‏ الْكَفَرَةِ ، الَّذِينَ نَقَضُوا عَهْدَكَ وَ كَذَّبُوا رُسُلَكَ ، لكِنَّكَ أَخْرَجْتَنِي رَأْفَةً مِنْكَ  وَ تَحَنُّناً عَلَيَّ ، لِلَّذِي سَبَقَ لِي مِنَ الْهُدَى ، الَّذِي فِيهِ يَسَّرْتَنِي  وَ فِيهِ أَنْشَأْتَنِي ، وَ مِنْ قَبْلِ ذلِكَ رَؤُفْتَ بِي  بِجَمِيلِ صُنْعِكَ  وَ سَوابِغِ نِعْمَتِكَ .
فَابْتَدَعْتَ : خَلْقِي مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى‏ ، ثُمَّ أَسْكَنْتَنِي فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ ، بَيْنَ لَحْمٍ وَ جِلْدٍ وَ دَمٍ ، لَمْ تُشْهِدْنِي بِخَلْقِي ، وَ لَمْ تَجْعَلْ إِلَيَّ شَيْئاً مِنْ أَمْرِي .
ثُمَّ أَخْرَجْتَنِي : إِلَى الدُّنْيا تامّاً سَوِيّاً ، وَ حَفِظْتَنِي فِي الْمَهْدِ طِفْلًا صَبِيّاً ، وَ رَزَقْتَنِي مِنَ الْغَذاءِ لَبَناً مَرِيّاً ، وَ عَطَفْتَ عَلَيَّ قُلُوبَ الْحَواضِنِ‏ ، وَ كَفَّلْتَنِي الأُمَّهاتِ الرَّحائِمَ ، وَ كَلَأْتَنِي‏ مِنْ طَوارِقِ الْجانِّ ، وَ سَلَّمْتَنِي مِنَ الزِّيادَةِ وَ النُّقْصانِ ، فَتَعالَيْتَ يا رَحِيمُ يا رَحْمانُ .
حَتّى‏ إِذَا : اسْتَهْلَلْتُ‏ ناطِقاً بِالْكَلامِ ، أَتْمَمْتَ عَلَيَّ سَوابِغَ الْأَنْعامِ ، فَرَبَّيْتَنِي زائِداً فِي كُلِّ عامٍ ، حَتَّى‏ إِذا كَمُلَتْ فِطْرَتِي ، وَ اعْتَدَلَتْ سَرِيرَتِي ، أَوْجَبْتَ عَلَيَّ حُجَّتَكَ بِأَنْ أَلْهَمْتَنِي مَعْرِفَتِكَ ، وَ رَوَّعْتَنِي بِعَجائِبِ فِطْرَتِكَ ، وَ أَنْطَقْتَنِي لِما ذَرَأْتَ‏ فِي سَمائِكَ وَ أَرْضِكَ مِنْ بَدائِعِ خَلْقِكَ ، وَ نَبَّهْتَنِي لِذِكْرِكَ وَ شُكْرِكَ ، وَ واجِبِ طاعَتِكَ وَ عِبادَتِكَ ، وَ فَهَّمْتَنِي ما جائَتْ بِهِ رُسُلُكَ ، وَ يَسَّرْتَ لِي تَقَبُّلَ مَرْضاتِكَ ، وَ مَنَنْتَ عَلَيَّ فِي جَمِيعِ ذلِكَ بِعَوْنِكَ وَ لُطْفِكَ .
ثُمَّ إِذْ خَلَقْتَنِي : مِنْ حَرِّ الثَّرى‏ ، لَمْ تَرْضَ لِي يا إِلهِي بِنِعْمَةٍ دُونَ أُخْرى ، وَ رَزَقْتَنِي مِنْ أَنْواعِ الْمَعاشِ  وَ صُنُوفِ الرِّياشِ‏   بِمَنِّكَ الْعَظِيمِ عَلَيَّ ، وَ إِحْسانِكَ الْقَدِيمِ إِلَيَّ ، حَتّى‏ إذا أَتْمَمْتَ عَلَيَّ جَمِيعَ النِّعَمِ ، وَ صَرَفْتَ عَنِّي كُلَّ النِّقَمِ .
لَمْ يَمْنَعْكَ : جَهْلِي وَ جُرْأَتِي عَلَيْكَ  أَنْ دَلَلْتَنِي عَلى‏ مَا يُقَرِّبُنِي إِلَيْكَ ، وَ وَفَّقْتَنِي لِما يُزْلِفُنِي لَدَيْكَ ، فَانْ دَعَوْتُكَ أَجَبْتَنِي ، وَ إِنْ سَأَلْتُكَ أَعْطَيْتَنِي ، وَ إِنْ أَطَعْتُكَ شَكَرْتَنِي ، وَ إِنْ شَكَرْتُكَ زِدْتَنِي ، كُلُّ ذلِكَ إِكْمالًا لَانْعُمِكَ عَلَيَّ وَ إِحْساناً الَيَّ .
فَسُبْحانَكَ : سُبْحانَكَ مِنْ مُبْدِئ مُعِيدٍ  حَمِيدٍ مَجِيدٍ ، وَ تَقَدَّسَتْ أَسْماؤُكَ ، وَ عَظُمَتْ آلاؤُكَ ، فَأَيَّ أَنْعُمِكَ‏ يا إِلهِي احْصِي عَدَداً أَوْ ذِكْراً ، أَمْ أَيَّ عَطاياكَ أَقُومُ بِها شُكْراً ، وَ هِيَ يا رَبِّ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُحْصِيهَا الْعادُّونَ ، أَوْ يَبْلُغَ عِلْماً بِها الْحافِظُونَ ، ثُمَّ ما صَرَفْتَ وَ دَرَأْتَ عَنِّي  اللَّهُمَّ مِنَ الضُّرِّ وَ الضَّرّاءِ ، أَكْثَرُ مِمَّا ظَهَرَ لِي مِنَ الْعافِيَةِ وَ السَّرَّاءِ .

وَ أَنَا اشْهِدُكَ‏ يا إِلهِي : بِحَقِيقَةِ إِيمانِي ، وَ عَقْدِ عَزَماتِ يَقِينِي ، وَ خالِصِ صَرِيحِ تَوْحِيدِي ، وَ باطِنِ مَكْنُونِ ضَمِيرِي ، وَ عَلائِقِ مَجارِي نُورِ بَصَرِي ، وَ أَسارِيرِ صَفْحَةِ جَبِينِي ، وَ خَرْقِ‏ مَسارِبِ‏ نَفْسِي ، وَ خَذارِيفِ‏ مارِنِ عِرْنِينِي‏ ، وَ مَسارِبِ صَماخِ‏ سَمْعِي ، وَ ما ضُمَّتْ وَ أَطْبَقَتْ عَلَيْهِ شَفَتايَ ، وَ حَرَكاتِ لَفْظِ لِسانِي ، وَ مَغْرِزِ حَنَكِ‏ فَمِي وَ فَكِّي ، وَ مَنابِتِ أَضْراسِي ، وَ بُلُوغِ حَبائِلِ بارِعٍ‏ عُنُقِي ، وَ مَساغِ‏  مَطْعَمِي‏  وَ مَشْرَبِي ، وَ حَمالَةِ أُمِّ رَأْسِي ، وَ جُمَلِ حَمائِلِ حَبْلِ وَتِيْنِي ، وَ مَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ تامُورُ صَدْرِي ، وَ نِياطُ حِجابِ قَلْبِي ، وَ أَفْلاذُ حَواشِي كَبِدِي ، وَ ما حَوَتْهُ شَراسِيفُ‏ أَضْلاعِي ، وَ حِقاقُ مَفاصِلِي ، وَ أَطْرافُ أَنامِلِي ، وَ قَبْضُ عَوامِلِي ، وَ دَمِي وَ شَعْرِي ، وَ بَشَرِي وَ عَصَبِي ، وَ قَصَبِي وَ عِظامِي ، وَ مُخِّي وَ عُرُوقِي ، وَ جَمِيعُ جَوارِحِي ، وَ مَا انْتَسَجَ عَلى‏ ذلِكَ أَيَّامُ رِضاعِي ، وَ ما أَقَلَّتِ الْأَرْضُ مِنِّي ، وَ نَوْمِي وَ يَقْظَتِي ، وَ سُكُونِي وَ حَرَكَتِي ، وَ حَرَكاتُ رُكُوعِي وَ سُجُودِي .
أَنْ لَوْ حاوَلْتُ : وَ اجْتَهَدْتُ مَدَى الْأَعْصارِ وَ الْأَحْقابِ‏ لَوْ عُمِّرْتُها ، أَنْ أُؤَدِّيَ شُكْرَ واحِدَةٍ مِنْ أَنْعُمِكَ ، مَا اسْتَطَعْتُ ذلِكَ ، إِلّا بِمَنِّكَ الْمُوجِبِ عَلَيَّ شُكْراً آنِفاً جَدِيداً ، وَ ثَناءً طارِفاً عَتِيداً .
أَجَلْ : وَ لَوْ حَرَصْتُ وَ الْعادُّونَ مِنْ أَنامِكَ ، أَنْ نُحْصِيَ مَدى‏ إِنْعامِكَ ، سالِفَةً وَ آنِفَةً ، لَما حَصَرْناهُ عَدَداً ، وَ لا أَحْصَيْناهُ أَبَداً ، هَيْهاتَ أَنَّى ذلِكَ ، وَ أَنْتَ الْمُخْبِرُ عَنْ نَفْسِكَ  فِي كِتابِكَ النّاطِقِ  وَ النَّبَإِ الصَّادِقِ : { وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها  } .
صَدَقَ : كِتابُكَ اللَّهُمَّ وَ نَبَاؤُكَ ، وَ بَلَّغَتْ أَنْبِياؤُكَ وَ رُسُلُكَ ، ما أَنْزَلْتَ عَلَيْهِمْ مِنْ وَحْيِكَ ، وَ شَرَعْتَ لَهُمْ مِنْ دِينِكَ ، غَيْرَ أَنِّي‏ أَشْهَدُ بِجِدِّي وَ جَهْدِي ، وَ مَبالِغِ طاقَتِي وَ وُسْعِي ، وَ أَقُولُ مُؤْمِناً مُوقِناً :
الْحَمْدُ لِلَّهِ : الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً  فَيَكُونَ مَوْرُوثاً ، وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ  فَيُضادَّهُ فِيمَا ابْتَدَعَ ، وَ لا وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ  فَيُرْفِدَهُ فِيما صَنَعَ .
سُبْحانَهُ : سُبْحانَهُ سُبْحانَهُ ، لَوْ كانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا وَ تَفَطَّرَتا ، فَسُبْحانَ اللَّهِ الْواحِدِ الْحَقِّ ، الْأَحَدِ الصَّمَدِ ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ  وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ.
الْحَمْدُ لِلَّهِ : حَمْداً ، يَعْدِلُ حَمْدَ  مَلائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ ، وَ أَنْبِيائِهِ الْمُرْسَلِينَ ، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلى‏ خِيَرَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ ، وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ الْمُخْلِصِينَ.

اللَّهُمَّ : أجْعَلْنِي أَخْشاكَ كَأَنِّي أَراكَ ، وَ أَسْعِدْنِي بِتَقْواكَ ، وَ لا تُشْقِنِي بِمَعْصِيَتِكَ ، وَ خِرْ لِي فِي قَضائِكَ ، وَ بارِكْ لِي فِي قَدَرِكَ ، حَتّى‏ لا أُحِبَّ تَعْجِيلَ ما أَخَّرْتَ ، وَ لا تَأْخِيرَ مَا عَجَّلْتَ .
اللَّهُمَّ : أجْعَلْ غِنايَ فِي نَفْسِي ، وَ الْيَقِينَ فِي قَلْبِي ، وَ الإِخْلاصَ فِي عَمَلِي ، وَ النُّورَ فِي بَصَرِي ، وَ الْبَصِيرَةَ فِي دِينِي ، وَ مَتِّعْنِي بِجَوارِحِي ، وَ اجْعَلْ سَمْعِي وَ بَصَرِي الْوارِثَيْنِ مِنِّي ، وَ انْصُرْنِي عَلى‏ مَنْ ظَلَمَنِي ، وَ أَرِنِي فِيهِ‏ مَآرِبِي‏   وَ ثارِي  ، وَ أَقِرَّ بِذلِكَ عَيْنِي .
اللّهُمَّ : أكْشِفْ كُرْبَتِي ، وَ اسْتُرْ عَوْرَتِي ، وَ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي ، وَ اخْسَأْ شَيْطانِي، وَ فُكَّ رِهانِي ، وَ اجْعَلْ لِي يا إِلهِي الدَّرَجَةَ الْعُلْيا فِي الاخِرَةِ وَ الأُولى.
اللّهُمَّ : لَكَ الْحَمْدُ كَما خَلَقْتَنِي  فَجَعَلْتَنِي سَمِيعاً بَصِيراً ، وَ لَكَ الْحَمْدُ كَما خَلَقْتَنِي  فَجَعَلْتَنِي حَيّاً سَوِيّاً ، رَحْمَةً بِي  وَ كُنْتَ عَنْ خَلْقِي غَنِيّاً .

رَبِّ : بِما بَرَأْتَنِي  فَعَدَّلْتَ فِطْرَتِي ، رَبِّ بِما أَنْشَأْتَنِي  فَأَحْسَنْتَ صُورَتِي ، يا رَبِّ بِما أَحْسَنْتَ بِي  وَ فِي نَفْسِي عافَيْتَنِي ، رَبِّ بِما كَلَأْتَنِي وَ وَفَّقْتَنِي ، رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَهَدَيْتَنِي ، رَبِّ بِما آوَيْتَنِي وَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ آتَيْتَنِي وَ أَعْطَيْتَنِي ، رَبِّ بِما أَطْعَمْتَنِي وَ سَقَيْتَنِي ، رَبِّ بِما أَغْنَيْتَنِي وَ أَقْنَيْتَنِي‏ ، رَبِّ بِما أَعَنْتَنِي وَ أَعْزَزْتَنِي ، رَبِّ بِما أَلْبَسْتَنِي مِنْ ذِكْرِكَ الصَّافِي ، وَ يَسَّرْتَ لِي مِنْ صُنْعِكَ الْكافِي .
صَلِّ : عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ أَعِنِّي عَلى‏ بَوائِقِ‏ الدَّهْرِ ، وَ صُرُوفِ الْأَيَّامِ وَ اللَّيالِي ، وَ نَجِّنِي مِنْ أَهْوالِ الدُّنْيا وَ كُرُباتِ الاخِرَةِ ، وَ اكْفِنِي شَرَّ ما يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ فِي الْأَرْضِ .

اللَّهُمَّ : ما أَخافُ فَاكْفِنِي ، وَ ما أَحْذَرُ فَقِنِي ، وَ فِي نَفْسِي وَ دِينِي فَاحْرُسْنِي ، وَ فِي سَفَرِي فَاحْفَظْنِي ، وَ فِي أَهْلِي وَ مالِي وَ وَلَدِي فَاخْلُفْنِي ، وَ فِيمَا رَزَقْتَنِي فَبارِكْ لِي ، وَ فِي نَفْسِي فَذَلِّلْنِي ، وَ فِي أَعْيُنِ النَّاسِ فَعَظِّمْنِي ، وَ مِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَ الانْسِ فَسَلِّمْنِي ، وَ بِذُنُوبِي فَلا تَفْضَحْنِي ، وَ بِسَرِيرَتِي فَلا تُخْزِنِي ، وَ بِعَمَلِي فَلا تَبْتَلِنِي ، وَ نِعَمَكَ فَلا تَسْلُبْنِي .
وَ إِلى‏ غَيْرِكَ : فَلا تَكِلْنِي  ، إِلى‏ مَنْ تَكِلْنِي ، إِلَى الْقَرِيبِ يَقْطَعُنِي ، أَمْ إِلَى الْبَعِيدِ يَتَجَهَّمُنِي‏ ، أَمْ إِلَى الْمُسْتَضْعَفِينَ لِي .
وَ أَنْتَ رَبِّي : وَ مَلِيكُ أَمْرِي ، أَشْكُو إِلَيْكَ غُرْبَتِي ، وَ بُعْدَ دارِي ، وَ هَوانِي عَلى‏ مَنْ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي .
اللَّهُمَّ : فَلا تُحْلِلْ بِي غَضَبَكَ ، فَانْ لَمْ تَكُنْ غَضِبْتَ عَلَيَّ فَلا أُبالِي سِواكَ ، غَيْرَ أَنَّ عافِيَتَكَ أَوْسَعُ لِي .
فَأَسْأَلُكَ : بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الْأَرْضُ‏ وَ السَّماواتُ ، وَ انْكَشَفَتْ بِهِ الظُّلُماتُ ، وَ صَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الْأَوَّلِينَ وَ الاخِرِينَ ، أَنْ لا تُمِيتَنِي عَلى‏ غَضَبِكَ ، وَ لا تُنْزِلَ بِي سَخَطَكَ .
 لَكَ الْعُتْبى‏ : حَتّى‏ تَرْضى‏ قَبْلَ‏ ذلِكَ ، لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، رَبَّ  الْبَلَدِ الْحَرامِ ، وَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ ، وَ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ، الَّذِي أَحْلَلْتَهُ الْبَرَكَةَ، وَ جَعَلْتَهُ لِلنَّاسِ أَمَنَهً.

يا مَنْ : عَفى‏ عَنِ الْعَظِيمِ مِنَ الذُّنُوبِ بِحِلْمِهِ ، يا مَنْ أَسْبَغَ النِّعْمَةَ بِفَضْلِهِ ، يا مَنْ أَعْطَى الْجَزِيلَ‏ بِكَرَمِهِ .
يا عُدَّتِي : فِي كُرْبَتِي ، يا مُونِسِي فِي حُفْرَتِي ، يا وَلِيَّ نِعْمَتِي ، يا إِلهِي وَ إِلهَ آبائِي  إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ ، وَ رَبَّ جَبْرَئِيلَ وَ مِيكائِيلَ وَ إِسْرافِيلَ ، وَ رَبَّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَ آلِهِ الْمُنْتَجَبِينَ ، وَ مُنْزِلَ التَّوْراةِ وَ الانْجِيلِ وَ الزَّبُورِ وَ الْفُرْقانِ الْعَظِيمِ‏  ، وَ مُنْزِلَ كهيعص وَ طه ، وَ يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ.
أَنْتَ كَهْفِي : حِينَ تُعْيِينِي الْمَذاهِبُ فِي سَعَتِها ، وَ تَضِيقُ عَلَيَّ الْأَرْضُ بِرَحْبِها ، وَ لَوْ لا رَحْمَتُكَ لَكُنْتُ مِنَ الْمَفْضُوحِينَ ، وَ أَنْتَ مُؤَيِّدِي بِالنَّصْرِ عَلَى الْأَعْداءِ ، وَ لَوْ لا نَصْرُكَ لِي لَكُنْتُ مِنَ الْمَغْلوبِينَ .

يا مَنْ : خَصَّ نَفْسَه بِالسُّمُوِّ وَ الرَّفْعَةِ ، وَ أَوْلِياؤُهُ بِعِزِّةِ يَتَعَزَّزُونَ ، يا مَنْ جَعَلَتْ لَهُ الْمُلُوكُ نِيرَ الْمَذَلَّةِ عَلى‏ أَعْناقِهِمْ  فَهُمْ مِنْ سَطَواتِهِ خائِفُونَ ، تَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ  وَ ما تُخْفِي الصُّدُورُ ، وَ غَيْبَ ما تَأْتِي بِهِ  الْأَزْمانُ وَ الدُّهُورُ .
يا مَنْ : لا يَعْلَمُ كَيْفَ هُوَ إِلّا هُوَ ، يا مَنْ لا يَعْلَمُ ما يَعْلَمُهُ إِلَّا هُوَ ، يا مَنْ كَبَسَ‏ الْأَرْضَ عَلَى الْماءِ  وَ سَدَّ الْهَواءَ بِالسَّماءِ .
يا مَنْ لَهُ : أَكْرَمُ الْأَسْماءِ ، يا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذِي لا يَنْقَطِعُ أَبَداً .
يا مُقَيِّضَ‏ : الرَّكْبِ لِيُوسُفَ  فِي الْبَلَدِ الْقَفْرِ ، وَ مُخْرِجَهُ مِنَ الْجُبِّ ، وَ جاعِلَهُ بَعْدَ الْعُبُودِيَّةِ مَلِكاً ، يا رادَّ يُوسُفَ عَلى‏ يَعْقُوبَ  بَعْدَ أَنْ ابْيَضَّتْ عَيْناه مِنَ الْحُزْنِ  فَهُوَ كَظِيمٌ .
يا كاشِفَ : الضُّرِّ وَ الْبَلاءِ عَنْ أَيُّوبَ ، يا مُمْسِكَ يَدِ إِبْراهِيمَ عَنْ ذَبْحِ ابْنِهِ بَعْدَ كِبَرِ سِنِّهِ  وَ فَناءِ عُمْرِهِ ، يا مَنِ اسْتَجابَ لِزَكَرِيّا  فَوَهَبَ لَهُ يَحْيى‏  وَ لَمْ يَدَعْهُ فَرْداً وَحِيداً ، يا مَنْ أَخْرَجَ يُونُسَ  مِنْ بَطْنِ الْحُوتِ ، يا مَنْ فَلَقَ الْبَحْرَ لِبَنِي إِسْرائِيلَ  فَأَنْجاهُمْ  ، وَ جَعَلَ فِرْعَوْنَ وَ جُنُودَهُ  مِنَ الْمُغْرَقِينَ .
يا مَنْ : أَرْسَلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ، يا مَنْ لا يُعَجِّلُ‏ عَلى‏ مَنْ عَصاهُ مِنْ خَلْقِهِ ، يا مَنِ اسْتَنْقَذَ السَّحَرَةَ مِنْ بَعْدِ طُولِ الْجُحُودِ  ، وَ قَدْ غَدَوْا فِي نِعْمَتِهِ  يَأْكُلُونَ رِزْقَهُ  وَ يَعْبُدُونَ غَيْرَهُ ، وَقَدْ حادُّوهُ وَ نادُّوهُ  وَ كَذَّبُوا رُسُلَهُ.
يَا اللَّهُ : يا بَدِي‏ءُ لا بَدْءَ لَكَ ، يا دائِماً لا نَفادَ لَكَ ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ ، يا مُحْيِي الْمَوْتَى ، يا مَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى‏ كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ .
يا مَنْ : قَلَّ لَهُ شُكْرِي  فَلَمْ يَحْرِمْنِي ، وَ عَظُمَتْ خَطِيئَتِي  فَلَمْ يَفْضَحْنِي ، وَ رَآنِي عَلَى الْمَعاصِي  فَلَمْ يَخْذُلْنِي .
يا مَنْ : حَفِظَنِي فِي صِغَرِي ، يا مَنْ رَزَقَنِي فِي كِبَرِي ، يا مَنْ أَيادِيهِ  عِنْدِي لا تُحْصى ، يا مَنْ نِعَمُهُ عِنْدِي لا تُجازى‏ ، يا مَنْ عارَضَنِي بِالْخَيْرِ وَ الإِحْسانِ ، وَ عارَضْتُهُ بِالإِساءَةِ وَ الْعِصْيانِ ، يا مَنْ هَدانِي بِالإِيْمانِ  قَبْلَ أَنْ أَعْرِفَ شُكْرَ الامْتِنانِ .
يا مَنْ : دَعَوْتُهُ مَرِيضاً  فَشَفانِي ، وَ عُرْياناً  فَكَسانِي ، وَ جائِعاً  فَأَطْعَمَنِي ، وَ عَطْشاناً  فَأَرْوانِي ، وَ ذَلِيلًا  فَأَعَزَّنِي ، وَ جاهِلًا  فَعَرَّفَنِي ، وَ وَحِيداً  فَكَثَّرَنِي ، وَ غائِباً  فَرَدَّنِي ، وَ مُقِلًّا  فَأَعْنانِي ، وَ مُنْتَصِراً  فَنَصَرَنِي ، وَ غَنِيّاً  فَلَمْ يَسْلُبْنِي .
 وَ أَمْسَكْتُ : عَنْ جَمِيعِ ذلِكَ  فَابْتَدَأَنِي .
فَلَكَ الْحَمْدُ : يا مَنْ أَقالَ عَثْرَتِي ، وَ نَفَّسَ كُرْبَتِي ، وَ أَجابَ دَعْوَتِي ، وَ سَتَرَ عَوْرَتِي وَ ذُنُوبِي ، وَ بَلَّغَنِي طَلِبَتِي ، وَ نَصَرَنِي عَلى‏ عَدُوِّي .
وَ إِنْ أَعُدَّ : نِعَمَكَ وَ مِنَنَكَ ، وَ كَرائِمَ مِنَحِكَ‏ ، لا أُحْصِيها يا مَوْلايَ .

أَنْتَ : الَّذِي أَنْعَمْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَحْسَنْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَجْمَلْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَفْضَلْتَ ، أَنْتَ الَّذِي مَنَنْتَ .
أَنْتَ : الَّذِي أَكْمَلْتَ ، أَنْتَ  الَّذِي رَزَقْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَعْطَيْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَغْنَيْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَقْنَيْتَ .
أَنْتَ : الَّذِي آوَيْتَ ، أَنْتَ الَّذِي كَفَيْتَ ، أَنْتَ الَّذِي هَدَيْتَ ، أَنْتَ الَّذِي عَصَمْتَ ، أَنْتَ الَّذِي سَتَرْتَ .
أَنْتَ : الَّذِي غَفَرْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَقَلْتَ ، أَنْتَ الَّذِي مَكَّنْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَعْزَزْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَعَنْتَ .
أَنْتَ : الَّذِي عَضَدْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَيَّدْتَ ، أَنْتَ الَّذِي نَصَرْتَ ، أَنْتَ الَّذِي شَفَيْتَ ، أَنْتَ الَّذِي عافَيْتَ .
أَنْتَ : الَّذِي أَكْرَمْتَ ، تَبارَكْتَ رَبِّي وَ تَعالَيْتَ ، فَلَكَ الْحَمْدُ دائِماً ، وَ لَكَ الشُّكْرُ واصِباً .
ثُمَّ أَنَا يا إِلهِي : الْمُعْتَرِفُ بِذُنُوبِي فَاغْفِرْها لِي .
أَنَا : الَّذِي أَخْطَأْتُ ، أَنَا الَّذِي أَغْفَلْتُ ، أَنَا الَّذِي جَهِلْتُ ، أَنَا الَّذِي هَمَمْتُ ، أَنَا الَّذِي سَهَوْتُ .
أَنَا : الَّذِي اعْتَمَدْتُ ، أَنَا الَّذِي تَعَمَّدْتُ ، أَنَا الَّذِي وَعَدْتُ ، أَنَا الَّذِي أَخْلَفْتُ ، أَنَا الَّذِي نَكَثْتُ ، أَنَا الَّذِي أَقْرَرْتُ.
إِلهِي‏ : أَعْتَرِفُ بِنِعْمَتِكَ عِنْدِي ، وَ أَبُوؤُهُ‏ بِذُنُوبِي  فَاغْفِرْ لِي .
يا مَنْ : لا تضُرُّهُ ذُنُوبُ عِبادِهِ ، وَ هُوَ الْغَنِيُّ عَنْ طاعَتِهِمْ ، وَ الْمُوَفِّقُ مَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ صالِحاً  بِمَعُونَتِهِ وَ رَحْمَتِهِ ،  فَلَكَ الْحَمْدُ .

إِلهِي : أَمَرْتَنِي فَعَصَيْتُكَ ، وَ نَهَيْتَنِي فَارْتَكَبْتُ نَهْيَكَ ، فَأَصْبَحْتُ لا ذا بَراءَةٍ فَأَعْتَذِرُ ، وَ لا ذا قُوَّةٍ فَأَنْتَصِرُ ، فَبِأَيِّ شَيْ‏ءٍ أَسْتَقْبِلُكَ‏ يا مَوْلايَ ، أَ بِسَمْعِي أَمْ بِبَصَرِي ، أَمْ بِلِسانِي أَمْ بِيَدِي أَمْ بِرِجْلِي ؟ أَ لَيْسَ كُلُّها نِعَمَكَ عِنْدِي ، وَ بِكُلِّها عَصَيْتُكَ يا مَوْلايَ ، فَلَكَ الْحُجَّةُ وَ السَّبِيلُ عَلَيَّ .
يا مَنْ : سَتَرَنِي مِنَ الآباءِ وَ الأُمَّهاتِ أَنْ يَزْجُرُونِي ، وَ مِنَ الْعَشائِرِ وَ الإِخْوانِ أَنْ يُعَيِّرُونِي ، وَ مِنَ السَّلاطِينِ أَنْ يُعاقِبُونِي ، وَ لَوِ اطَّلَعُوا يا مَوْلايَ عَلى‏ مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنِّى ، إِذاً ما أَنْظَرُونِي وَ لَرَفَضُونِي وَ قَطَعُونِي  .

فَها أَنَا ذا : بَيْنَ يَدَيْكَ يا سَيِّدِي ، خاضِعاً ذَلِيلًا حَقِيراً ، لا ذُو بَراءَةٍ فَأَعْتَذِرُ ، وَ لا ذُو قُوَّةٍ فَأَنْتَصِرُ ، وَ لا حُجَّةٍ لِي فَأَحْتَجَّ بِها ، وَ لا قائِلٌ لَمْ أَجْتَرِحْ‏  وَ لَمْ أَعْمَلْ سُوءاً.
وَ ما عَسَى : الْجُحُودُ لَوْ جَحَدْتُ  يا مَوْلايَ فَيَنْفَعُنِي ، وَ كَيْفَ وَ أَنَّى ذلِكَ ، وَ جَوارِحِي كُلُّها شاهِدَةٌ عَلَيَّ  بِما قَدْ عَمِلْتُ وَعَلِمْتُ ، يَقِيناً غَيْرَ ذِي شَكٍّ  أَنَّكَ سائِلِي  عَنْ عَظائِمِ الأُمُورِ .
وَ أَنَّكَ : الْحَكَمُ الْعَدْلُ الَّذِي لا يَجُورُ ، وَ عَدْلُكَ مُهْلِكِي ، وَ مِنْ كُلِّ عَدْلِكَ مَهْرَبِي ، فَانْ تُعَذِّبْنِي فَبِذُنُوبِي يا مَوْلايَ‏ بَعْدَ حُجَّتِكَ عَلَيَّ ، وَ إِنْ تَعْفُ عَنِّي‏ ، فَبِحِلْمِكَ وَ جُودِكَ وَ كَرَمِكَ .

لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ : سُبْحانَكَ  إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ، لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ  إِنِّي كُنْتُ مِنَ الْمُسْتَغْفِرِينَ ، لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ  إِنِّي كُنْتُ مِنَ الْمُوَحِّدِينَ ، لا إِلهَ إِلَّا انْتَ سُبْحانَكَ  انِّي كُنْتُ مِنَ الْوَجِلِينَ ، لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ  إِنِّي كُنْتُ مِنَ الرَّاجِينَ الرَّاغِبِينَ ، لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ  إِنِّي كُنْتُ مِنَ السَّائِلِينَ ، لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ  إِنِّي كُنْتُ مِنَ الْمُهَلِّلِينَ الْمُسَبِّحِينَ ، لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ رَبِّي وَ رَبُّ آبائِيَ الْأَوَّلِينَ .
اللَّهُمَّ : هذا ثَنائِي عَلَيْكَ مُمَجِّداً ، وَ إِخْلاصِي لَكَ مُوَحِّداً ، وَ إِقْرارِي بِآلائِكَ مُعَدِّداً ، وَ إِنْ كُنْتُ مُقِرّاً ، أَنِّي لا أُحْصِيها  لِكَثْرَتِها وَ سُبُوغِها  وَ تَظاهُرِها وَ تَقادُمِها .
 إِلى‏ حادِثٍ : ما لَمْ تَزَلْ تَتَغَمَّدُنِي بِهِ مَعَها ، مُذْ خَلَقْتَنِي وَ بَرَأْتَنِي  مِنْ أَوَّلِ الْعُمْرِ ، مِنَ الإِغْناءِ بَعْدَ الْفَقْرِ ، وَ كَشْفِ الضُّرِّ ، وَ تَسْبِيبِ الْيُسْرِ ، وَ دَفْعِ الْعُسْرِ ، وَ تَفْرِيجِ الْكَرْبِ ، وَ الْعافِيَةِ فِي الْبَدَنِ ، وَ السَّلامَةِ فِي الدِّينِ . وَ لَوْ رَفَدَنِي‏ : عَلى‏ قَدْرِ ذِكْرِ نِعَمِكَ عَلَيَّ ، جَمِيعُ الْعالَمِينَ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ الاخِرِينَ ، لَما قَدَرْتُ ، وَ لا هُمْ عَلى‏ ذلِكَ .
تَقَدَّسْتَ : وَ تَعالَيْتَ ، مِنْ رَبٍّ عَظِيمٍ  كَرِيمٍ رَحِيمٍ ، لا تُحْصى آلاؤُكَ ، وَ لا يَبْلُغُ ثَناؤُكَ ، وَ لا تُكافِئ نَعْماؤُكَ ، صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ أَتْمِمْ عَلَيْنا نِعْمَتَكَ ، وَ أَسْعِدْنا بِطاعَتِكَ ، سُبْحانَكَ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ .

اللَّهُمَّ : إِنَّكَ تُجِيبُ دَعْوَةَ الْمُضْطَرِّ إِذا دَعاكَ ، وَ تَكْشِفُ السُّوءَ ، وَ تُغِيثُ الْمَكْرُوبَ ، وَ تَشْفِي السَّقِيمَ ، وَ تُغْنِي الْفَقِيرَ ، وَ تَجْبُرُ الْكَسِيرَ ، وَ تَرْحَمُ الصَّغِيرَ ، وَ تُعِينُ الْكَبِيرَ ، وَ لَيْسَ دُونَكَ ظَهِيرٌ ، وَ لا فَوْقَكَ قَدِيرٌ ، وَ أَنْتَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ.
يا مُطْلِقَ : الْمُكَبَّلِ الْأَسِيرِ ، يا رازِقَ الطِّفْلِ الصَّغِيرِ ، يا عِصْمَةَ الْخائِفِ الْمُسْتَجِيرِ ، يا مَنْ لا شَرِيكَ لَهُ وَ لا وَزِيرَ .
صَلِّ : عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ أَعْطِنِي‏ فِي هذِهِ الْعَشِيَّةِ  أَفْضَلَ ما أَعْطَيْتَ وَ أَنَلْتَ أَحَداً مِنْ عِبادِكَ ، مِنْ نِعْمَةٍ تُوَلِّيها ، وَ آلاءٍ تُجَدِّدُها ، وَ بَلِيَّةٍ تَصْرِفُها ، وَ كُرْبَةٍ تَكْشِفُها ، وَ دَعْوَةٍ تَسْمَعُها ، وَ حَسَنَةٍ تَتَقَبَّلُها ، وَ سَيِّئَةٍ تَغْفِرُها ، إِنَّكَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ، وَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ .

اللَّهُمَّ : إِنَّكَ أَقْرَبُ مَنْ دُعِيَ ، وَ أَسْرَعُ مَنْ أَجابَ ، وَ أَكْرَمُ مَنْ عَفى‏ ، وَ أَوْسَعُ مَنْ أَعْطى‏ ، وَ أَسْمَعُ مَنْ سُئِلَ ، يا رَحْمانَ الدُّنْيا وَ الاخِرَةِ وَ رَحِيمَهُما ، لَيْسَ كَمِثْلِكَ مَسْئُولٌ ، وَ لا سِواكَ مَأْمُولٌ .
دَعَوْتُكَ : فَأَجَبْتَنِي ، وَ سَأَلْتُكَ فَأَعْطَيْتَنِي ، وَ رَغِبْتُ إِلَيْكَ فَرَحِمْتَنِي ، وَ وَثِقْتُ بِكَ فَنَجَّيْتَنِي ، وَ فَزِعْتُ إِلَيْكَ فَكَفَيْتَنِي.
اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ  عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ نَبِيِّكَ   وَ عَلى‏ آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ أَجْمَعِينَ ، وَ تَمِّمْ لَنا نَعْماءَكَ ، وَ هَنِّئْنا عَطاءَكَ ، وَ اجْعَلْنا لَكَ شاكِرِينَ ، وَ لِآلائِكَ ذاكِرِينَ ، آمِينَ رَبَّ الْعالَمِينَ .

اللَّهُمَّ : يا مَنْ مَلِكَ فَقَدَرَ ، وَ قَدَرَ فَقَهَرَ ، وَ عُصِيَ فَسَتَرَ ، وَ اسْتُغْفِرَ فَغَفَرَ ، يا غايَةَ رَغْبَةِ الرَّاغِبِينَ ، وَ مُنْتَهى‏ أَمَلِ الرَّاجِينَ ، يا مَنْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عِلْماً ، وَ وَسِعَ الْمُسْتَقْبِلِينَ‏ رَأْفَةً وَ حِلْماً .
اللَّهُمَّ : إِنَّا نَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ فِي هذِهِ الْعَشِيَّةِ  الَّتِي شَرَّفْتَها وَ عَظَّمْتَها .
بِمُحَمَّدٍ : نَبِيِّكَ وَ رَسُولِكَ وَ خِيَرَتِكَ ، وَ أَمِينِكَ عَلى‏ وَحْيِكَ .
اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ ، السِّراجِ الْمُنِيرِ ، الَّذِي أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، وَ جَعَلْتَهُ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ.
اللَّهُمَّ : فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، كَما مُحَمَّدٌ أَهْلُ ذلِكَ يَا عَظِيمُ ، فَصَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى‏ آلِ مُحَمَّدٍ الْمُنْتَجَبِينَ  الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ  أَجْمَعِينَ ، وَ تَغَمَّدْنا بِعَفْوِكَ عَنَّا.
 فَالَيْكَ : عَجَّتِ‏ الْأَصْواتُ بِصُنُوفِ اللُّغاتِ ، وَ اجْعَلْ لَنا فِي هذِهِ الْعَشِيَّةِ نَصِيباً فِي كُلِّ خَيْرٍ تَقْسِمُهُ ، وَ نُورٍ تَهْدِي بِهِ ، وَ رَحْمَةٍ تَنْشُرُها ، وَ عافِيَةٍ تُجَلِّلُها ، وَ بَرَكَةٍ تُنْزِلُها ، وَ رِزْقٍ تَبْسُطُهُ ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

اللَّهُمَّ : أقْلِبْنا فِي هذا الْوَقْتِ ، مُنْجِحِينَ مُفْلِحِينَ ، مَبْرُورينَ غانِمِينَ ، وَ لا تَجْعَلْنا مِنَ الْقانِطِينَ ، وَ لا تُخْلِنا مِنْ رَحْمَتِكَ ، وَ لا تَحْرِمْنا ما نُؤَمِّلُهُ مِنْ فَضْلِكَ ، وَ لا تَرُدَّنا خائِبِينَ ، وَ لا مِنْ‏ بابِكَ مَطْرُودِينَ ، وَ لا تَجْعَلْنا مِنْ رَحْمَتِكَ مَحْرُومِينَ ، وَ لا لِفَضْلِ ما نُؤَمِّلُهُ مِنْ عَطاياكَ قانِطِينَ ، يا أَجْوَدَ الْأَجْوَدِينَ ، وَ يا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ .
اللَّهُمَّ : إِلَيْكَ أَقْبَلْنا مُوقِنِينَ‏ ، وَ لِبَيْتِكَ الْحَرامِ آمِّينَ قاصِدِينَ ، فَأَعِنَّا عَلى‏ مَنْسَكِنا ، وَ أَكْمِلْ لَنا حَجَّنا ، وَ اعْفُ اللَّهُمَّ عَنَّا  وَ عافِنا ، فَقَدْ مَدَدْنا إِلَيْكَ أَيْدِيَنا ، وَ هِيَ بِذِلَّةِ الاعْتِرافِ مَوْسُومَةٌ .
اللَّهُمَّ : فَأَعْطِنا فِي هذِهِ الْعَشِيَّةِ ما سَأَلْناكَ ، وَ اكْفِنا مَا اسْتَكْفَيْناكَ ، فَلا كافِيَ لَنا سِواكَ وَ لا رَبَّ لَنا غَيْرُكَ ، نافِذٌ فِينا حُكْمُكَ ، مُحِيطٌ بِنا عِلْمُكَ ، عَدْلٌ فِينا قَضاؤُكَ ، اقْضِ لَنا الْخَيْرَ وَ اجْعَلْنا مِنْ أَهْلِ الْخَيْرِ.
اللَّهُمَّ : أَوْجِبْ لَنا بِجُودِكَ ، عَظِيمَ الْأَجْرِ ، وَ كَرِيمَ الذُّخْرِ ، وَ دَوامَ الْيُسْرِ ، وَ اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا أَجْمَعِينَ ، وَ لا تُهْلِكْنا مَعَ الْهالِكِينَ ، وَ لا تَصْرِفْ عَنَّا رَأْفَتَكَ ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
اللَّهُمَّ : أجْعَلْنا فِي هذا الْوَقْتِ  مِمَّنْ سَأَلَكَ فَأَعْطَيْتَهُ ، وَ شَكَرَكَ فَزِدْتَهُ ، وَ تابَ إِلَيْكَ فَقَبِلْتَهُ ، وَ تَنَصَّلَ‏ إِلَيْكَ مِنْ ذُنُوبِهِ فَغَفَرْتَها لَهُ ، يا ذَا الْجَلالِ وَ الإِكْرامِ .
اللَّهُمَّ : وَفِّقْنا  وَ سَدِّدْنا ، وَ اعْصِمْنا  وَ اقْبَلْ تَضَرُّعَنا ، يا خَيْرَ : مَنْ سُئِلَ ، وَ يا أَرْحَمَ مَنِ اسْتُرْحِمَ ، يا مَنْ لا يَخْفى‏ عَلَيْهِ إِغْماضُ الْجُفُونِ ، وَ لا لَحْظِ الْعُيُونِ ، وَ لا مَا اسْتَقَرَّ فِي الْمَكْنُونِ ، وَ لا مَا انْطَوَتْ عَلَيْهِ مُضْمِراتُ الْقُلُوبِ ، الا كُلُّ ذلِكَ قَدْ أَحْصاهُ عِلْمُكَ ، وَ وَسِعَهُ حِلْمُكَ .
سُبْحانَكَ : وَ تَعالَيْتَ ، عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِيراً ، تُسَبِّحُ لَكَ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ وَ مَنْ فِيهِنَّ ، وَ إِنْ مِنْ شَيْ‏ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَ الْمَجْدُ ، وَ عُلُوُّ الْجِدِّ ، يا ذَا الْجَلالِ وَ الإِكْرامِ ، وَ الْفَضْلِ وَ الإِنْعامِ ، وَ الْأَيادِي الْجِسامِ ، وَ أَنْتَ‏ الْجَوادُ الْكَرِيمُ ، الرَّءُوفُ الرَّحِيمُ ، أَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ ، وَ عافِنِي فِي بَدَنِي وَ دِينِي ، وَ آمِنْ خُوفِي ، وَ أَعْتِقْ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ.
اللَّهُمَّ : لا تمكرْ بِي  وَ لا تَسْتَدْرِجْنِي  وَ لا تَخْذُلْنِي ، وَ أدْرَءْ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَ الانْسِ.
قال بشر و بشير : ثم رفع الإمام الحسين عليه السلام صوته ، و بصره إلى السماء ، و عيناه قاطرتان كأنها مزادتان ، و قال :
 يا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ ، وَ يا أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ ، وَ يا أَسْرَعَ الْحاسِبِينَ ، وَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ.
وَ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ : حاجَتِيَ ، الَّتِي إِنْ أَعْطَيْتَنِيها  لَمْ يَضُرَّنِي ما مَنَعْتَنِي ، وَ إِنْ مَنَعْتَنِيها  لَمْ يَنْفَعْنِي ما أَعْطَيْتَنِي ، أَسْأَلُكَ فَكاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ ، لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ  لا شَرِيكَ لَكَ ، لَكَ الْمُلْكُ  وَ لَكَ الْحَمْدُ ، وَ أَنْتَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِ‏  .
قال بشر و بشير : فلم يكن له عليه السلام جهد ، إلا قوله : يا رب يا رب ، بعد هذا الدعاء ، و شغل من حضر ممن كان حوله  و شهد ذلك المحضر  عن الدعاء لأنفسهم ، و أقبلوا على الاستماع له عليه السلام ، و التأمين على دعائه ، قد اقتصروا على ذلك لأنفسهم ، ثم علت أصواتهم بالبكاء معه ، و غربت الشمس ، و أفاض عليهم السلام و أفاض الناس معه .


+
+
تكملة الدعاء :
يا طيب : قال المجلسي رحمه الله : بعد نقل دعاء عرفة المروي عن الإمام الحسين عليه السلام ، قد أورد الكفعمي رحمه الله أيضا هذا الدعاء في البلد الأمين‏ ، و ابن طاوس في مصباح الزائر كما سبق ذكرهما ، و لكن ليس في آخره فيهما بقدر ورق تقريبا ، و هو من قوله : إلهي أنا الفقير في غناي ... إلى آخر هذا الدعاء ، و كذا لم يوجد هذه الورقة في بعض النسخ العتيقة من الإقبال أيضا ، و عبارات هذه الورقة : لا تلائم سياق أدعية السادة المعصومين أيضا ، و إنما هي على وفق مذاق الصوفية ، و لذلك قد مال بعض الأفاضل إلى كون هذه الورقة من مزيدات بعض مشايخ الصوفية و من إلحاقاته و إدخالاته .
 و بالجملة : هذه الزيادة ، إما وقعت من بعضهم أولا في بعض الكتب و أخذ ابن طاوس عنه في الإقبال غفلة عن حقيقة الحال ، أو وقعت ثانيا من بعضهم في نفس كتاب الإقبال ، و لعل الثاني أظهر على ما أومأنا إليه من عدم وجدانها في بعض النسخ العتيقة و في مصباح الزائر و الله أعلم بحقائق الأحوال .انتهى .
يا طيب : الدعاء المكمل لدعاء عرفة فيه عبارات قريبة من كلمات الصوفية ، ولكن نصه منطوقا ومفهوما لا يعارض العقائد الحقة ، طبعا مع أعمال التأويل والتقدير والتفحص حتى يفهم ، وفيه أسألة أستنكارية غير مألوفة في الأدعية ، ويلقي إشكال بدون جواب من باب دلال العارف العالم بالجواب ، وإن كان تعبير جمله جميل يدل على حسن أسلوب مؤلفه ، إن لم نقل نصه عن الإمام  ، لأنه قد يقرب من كلمات واسلوب الدعاء أعلاه ، ونفس ابن طاووس رحمه الله قد يصرح ببعض الأدعية أنها من إنشاءه ، ومن المعلوم إن كان الدعاء بأدعية أهل البيت أفضل وأكمل وأتم  ، لكن بعض الأدعية صدرت من بعض العلماء تعتبر مفيدة مؤثرة ونافعة إن شاء الله ولا مانع من الدعاء بها ، مادات فيها شروط الدعاء وبالخصوص تمجيد الله وحمده وتسبيحه وشأنه الكريم وما يطلب منه ، وعلى أي حال : هذا نص تكملة الدعاء ونقله في البحار والإقبال الطبعة القديمة وفي مفاتيح الجنان ، فإن أحببت فادعو به ، أو أتلوه رجاء أن يكون دعاء مأثورا، فتحصل على آثاره إن شاء الله، أو أنتقل : للأدعية المروية عن الإمام السجاد عليه السلام الآتية بعد التكملة لعلوها وكمالها ، وأسألكم الدعاء :
+
إِلَهِي : أَنَا الْفَقِيرُ فِي غِنَايَ ، فَكَيْفَ لَا أَكُونُ فَقِيراً فِي فَقْرِي ؟ إِلَهِي : أَنَا الْجَاهِلُ فِي عِلْمِي ، فَكَيْفَ لَا أَكُونُ جَهُولًا فِي جَهْلِي ؟
إِلَهِي : إِنَّ اخْتِلَافَ تَدْبِيرِكَ ، وَ سُرْعَةَ طَوَاءِ مَقَادِيرِكَ ، مَنَعَا عِبَادَكَ الْعَارِفِينَ بِكَ ، عَنِ السُّكُونِ إِلَى عَطَاءٍ ، وَ الْيَأْسِ مِنْكَ فِي بَلَاءٍ .
إِلَهِي : مِنِّي مَا يَلِيقُ بِلُؤْمِي ، وَ مِنْكَ مَا يَلِيقُ بِكَرَمِكَ .
إِلَهِي : وَصَفْتَ نَفْسَكَ بِاللُّطْفِ وَ الرَّأْفَةِ لِي ، قَبْلَ وُجُودِ ضَعْفِي ، أَ فَتَمْنَعُنِي مِنْهُمَا بَعْدَ وُجُودِ ضَعْفِي ؟

إِلَهِي : إِنْ ظَهَرَتِ الْمَحَاسِنُ مِنِّي  فَبِفَضْلِكَ  وَ لَكَ الْمِنَّةُ عَلَيَّ ، وَ إِنْ ظَهَرَتِ الْمَسَاوِي مِنِّي  فَبِعَدْلِكَ  وَ لَكَ الْحُجَّةُ عَلَيَّ .
إِلَهِي : كَيْفَ تَكِلُنِي وَ قَدْ تَوَكَّلْتَ لِي ، وَ كَيْفَ أُضَامُ وَ أَنْتَ النَّاصِرُ لِي ، أَمْ كَيْفَ أَخِيبُ وَ أَنْتَ الْحَفِيُّ بِي .
هَا أَنَا : أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِفَقْرِي إِلَيْكَ  ، وَ كَيْفَ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ  بِمَا هُوَ مَحَالٌ أَنْ يَصِلَ إِلَيْكَ ؟! أَمْ كَيْفَ أَشْكُو إِلَيْكَ حَالِي  وَ هُوَ لَا يَخْفَى عَلَيْكَ ؟! أَمْ كَيْفَ أُتَرْجِمُ بِمَقَالِي  وَ هُوَ مِنْكَ بَرَزٌ إِلَيْكَ ؟! أَمْ كَيْفَ تُخَيِّبُ آمَالِي  وَ هِيَ قَدْ وَفَدَتْ إِلَيْكَ ؟! أَمْ كَيْفَ لَا تُحْسِنُ أَحْوَالِي  وَ بِكَ قَامَتْ ؟!
إِلَهِي : مَا أَلْطَفَكَ بِي  مَعَ عَظِيمِ جَهْلِي ، وَمَا أَرْحَمَكَ بِي  مَعَ قَبِيحِ فِعْلِي.

 إِلَهِي : مَا أَقْرَبَكَ مِنِّي  وَ أَبْعَدَنِي عَنْكَ ، وَ مَا أَرْأَفَكَ بِي ، فَمَا الَّذِي يَحْجُبُنِي عَنْكَ . إِلَهِي : عَلِمْتُ بِاخْتِلَافِ الْآثَارِ ، وَ تَنَقُّلَاتِ الْأَطْوَارِ ، أَنَّ مُرَادَكَ مِنِّي  أَنْ تَتَعَرَّفَ إِلَيَّ فِي كُلِّ شَيْ‏ءٍ ، حَتَّى لَا أَجْهَلَكَ فِي شَيْ‏ءٍ .

إِلَهِي : كُلَّمَا أَخْرَسَنِي لُؤْمِي  أَنْطَقَنِي كَرَمُكَ ، وَ كُلَّمَا آيَسَتْنِي أَوْصَافِي أَطْمَعَتْنِي مِنَنُكَ .
إِلَهِي : مَنْ كَانَتْ مَحَاسِنُهُ مَسَاوِيَ ، فَكَيْفَ لَا تَكُونُ مَسَاوِيهِ مَسَاوِيَ ؟! وَ مَنْ كَانَتْ حَقَائِقُهُ دَعَاوِيَ ، فَكَيْفَ لَا تَكُونُ دَعَاوِيهِ دَعَاوِيَ ؟!
إِلَهِي : حُكْمُكَ النَّافِذُ ، وَ مَشِيَّتُكَ الْقَاهِرَةُ ، لَمْ يَتْرُكَا لِذِي مَقَالٍ مَقَالًا ، وَ لَا لِذِي حَالٍ حَالًا . إِلَهِي : كَمْ مِنْ طَاعَةٍ بَنَيْتُهَا ، وَ حَالَةٍ شَيَّدْتُهَا ، هَدَمَ اعْتِمَادِي عَلَيْهَا عَدْلُكَ ، بَلْ أَقَالَنِي مِنْهَا فَضْلُكَ . إِلَهِي : إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي  وَ إِنْ لَمْ تَدُمِ الطَّاعَةُ مِنِّي  فِعْلًا جَزْماً ، فَقَدْ دَامَتْ مَحَبَّةً وَ عَزْماً .
إِلَهِي : كَيْفَ أَعْزِمُ  وَ أَنْتَ الْقَاهِرُ ؟! وَ كَيْفَ لَا أَعْزِمُ  وَ أَنْتَ الْآمِرُ ؟!

إِلَهِي : تَرَدُّدِي فِي الْآثَارِ  يُوجِبُ بُعْدَ الْمَزَارِ ، فَاجْمَعْنِي عَلَيْكَ بِخِدْمَةٍ تُوصِلُنِي إِلَيْكَ .
كَيْفَ : يُسْتَدَلُّ عَلَيْكَ ، بِمَا هُوَ فِي وُجُودِهِ مُفْتَقِرٌ إِلَيْكَ ؟!
أَ يَكُونُ : لِغَيْرِكَ مِنَ الظُّهُورِ  مَا لَيْسَ لَكَ، حَتَّى يَكُونَ هُوَ الْمُظْهِرَ لَكَ؟!
مَتَى : غِبْتَ ، حَتَّى تَحْتَاجَ إِلَى دَلِيلٍ  يَدُلُّ عَلَيْكَ ؟!
وَ مَتَى : بَعُدْتَ ، حَتَّى تَكُونَ الْآثَارُ   هِيَ الَّتِي تُوصِلُ إِلَيْكَ ؟!
عَمِيَتْ : عَيْنٌ  لَا تَرَاكَ ، عَلَيْهَا رَقِيباً .
وَ خَسِرَتْ : صَفْقَةُ عَبْدٍ ، لَمْ تَجْعَلْ لَهُ مِنْ حُبِّكَ نَصِيباً .

إِلَهِي : أَمَرْتَ بِالرُّجُوعِ إِلَى الْآثَارِ ، فَارْجِعْنِي إِلَيْكَ بِكِسْوَةِ الْأَنْوَارِ ، وَ هِدَايَةِ الِاسْتِبْصَارِ ، حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكَ مِنْهَا  كَمَا دَخَلْتُ إِلَيْكَ مِنْهَا، مَصُونَ السِّرِّ عَنِ النَّظَرِ إِلَيْهَا ، وَ مَرْفُوعَ الْهِمَّةِ عَنِ الِاعْتِمَادِ عَلَيْهَا ، إِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ .
إِلَهِي : هَذَا ذُلِّي ظَاهِرٌ بَيْنَ يَدَيْكَ ، وَ هَذَا حَالِي لَا يَخْفَى عَلَيْكَ ، مِنْكَ أَطْلُبُ الْوُصُولَ إِلَيْكَ ، وَ بِكَ أَسْتَدِلُّ عَلَيْكَ ، فَاهْدِنِي بِنُورِكَ إِلَيْكَ ، وَ أَقِمْنِي بِصِدْقِ الْعُبُودِيَّةِ بَيْنَ يَدَيْكَ .
إِلَهِي : عَلِّمْنِي مِنْ عِلْمِكَ الْمَخْزُونِ ، وَ صُنِّي بِسِرِّكَ الْمَصُونِ .
إِلَهِي : حَقِّقْنِي بِحَقَائِقِ أَهْلِ الْقُرْبِ ، وَ اسْلُكْ بِي مَسْلَكَ أَهْلِ الْجَذْبِ .
إِلَهِي : أَغْنِنِي بِتَدْبِيرِكَ لِي عَنْ تَدْبِيرِي ، وَ بِاخْتِيَارِكَ عَنِ اخْتِيَارِي ، وَ أَوْقِفْنِي عَلَى مَرَاكِزِ اضْطِرَارِي .
إِلَهِي : أَخْرِجْنِي مِنْ ذُلِّ نَفْسِي ، وَ طَهِّرْنِي مِنْ شَكِّي وَ شِرْكِي ، قَبْلَ حُلُولِ رَمْسِي ، بِكَ أَنْتَصِرُ فَانْصُرْنِي ، وَ عَلَيْكَ أَتَوَكَّلُ فَلَا تَكِلْنِي ، وَ إِيَّاكَ أَسْأَلُ فَلَا تُخَيِّبْنِي ، وَ فِي فَضْلِكَ أَرْغَبُ فَلَا تَحْرِمْنِي ، وَ بِجَنَابِكَ أَنْتَسِبُ فَلَا تُبْعِدْنِي ، وَ بِبَابِكَ أَقِفُ فَلَا تَطْرُدْنِي .

إِلَهِي: تَقَدَّسَ رِضَاكَ  أَنْ تَكُونَ لَهُ عِلَّةٌ مِنْكَ ، فَكَيْفَ يَكُونُ لَهُ عِلَّةٌ مِنِّي ؟!
 إِلَهِي : أَنْتَ الْغَنِيُّ بِذَاتِكَ ، أَنْ يَصِلَ إِلَيْكَ النَّفْعُ مِنْكَ ، فَكَيْفَ لَا تَكُونُ غَنِيّاً عَنِّي ؟!
إِلَهِي : إِنَّ الْقَضَاءَ وَ الْقَدَرَ يُمَنِّينِي ، وَ إِنَّ الْهَوَى بِوَثَائِقِ الشَّهْوَةِ أَسَرَنِي ، فَكُنْ أَنْتَ النَّصِيرَ لِي حَتَّى تَنْصُرَنِي وَ تُبَصِّرَنِي ، وَ أَغْنِنِي بِفَضْلِكَ حَتَّى أَسْتَغْنِيَ بِكَ عَنْ طَلَبِي .

أَنْتَ: الَّذِي أَشْرَقْتَ الْأَنْوَارَ  فِي قُلُوبِ أَوْلِيَائِكَ ، حَتَّى عَرَفُوكَ وَ وَحَّدُوكَ .
وَ أَنْتَ الَّذِي : أَزَلْتَ الْأَغْيَارَ عَنْ قُلُوبِ أَحِبَّائِكَ ، حَتَّى لَمْ يُحِبُّوا سِوَاكَ،  وَ لَمْ يَلْجَئُوا إِلَى غَيْرِكَ .
أَنْتَ : الْمُونِسُ لَهُمْ ، حَيْثُ أَوْحَشَتْهُمُ الْعَوَالِمُ .
وَ أَنْتَ : الَّذِي هَدَيْتَهُمْ ، حَيْثُ اسْتَبَانَتْ لَهُمُ الْمَعَالِمُ .
مَا ذَا وَجَدَ : مَنْ فَقَدَكَ ؟! وَ مَا الَّذِي فَقَدَ مَنْ وَجَدَكَ ؟!
لَقَدْ خَابَ : مَنْ رَضِيَ دُونَكَ بَدَلًا ، وَ لَقَدْ خَسِرَ مَنْ بَغَى عَنْكَ مُتَحَوَّلًا .
كَيْفَ : يُرْجَى سِوَاكَ ، وَ أَنْتَ مَا قَطَعْتَ الْإِحْسَانَ ؟!
وَ كَيْفَ : يُطْلَبُ مِنْ غَيْرِكَ ، وَ أَنْتَ مَا بَدَّلْتَ عَادَةَ الِامْتِنَانِ ؟!
يَا مَنْ : أَذَاقَ أَحِبَّاءَهُ  حَلَاوَةَ الْمُؤَانَسَةِ ، فَقَامُوا بَيْنَ يَدَيْهِ مُتَمَلِّقِينَ .
وَ يَا مَنْ : أَلْبَسَ أَوْلِيَاءَهُ مَلَابِسَ هَيْبَتِهِ ، فَقَامُوا بَيْنَ يَدَيْهِ‏ مُسْتَغْفِرِينَ .
أَنْتَ : الذَّاكِرُ قَبْلَ الذَّاكِرِينَ ، وَ أَنْتَ الْبَادِي بِالْإِحْسَانِ قَبْلَ تَوَجُّهِ الْعَابِدِينَ ، وَ أَنْتَ الْجَوَادُ بِالْعَطَاءِ قَبْلَ طَلَبِ الطَّالِبِينَ ، وَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ثُمَّ لِمَا وَهَبْتَنَا مِنَ الْمُسْتَقْرِضِينَ .
إِلَهِي : أطْلُبْنِي بِرَحْمَتِكَ  حَتَّى أَصِلَ إِلَيْكَ ، وَأجْذِبْنِي بِمَنِّكَ حَتَّى أُقْبِلَ إِلَيْكَ.

إِلَهِي : إِنَّ رَجَائِي لَا يَنْقَطِعُ عَنْكَ  وَ إِنْ عَصَيْتُكَ ، كَمَا أَنَّ خَوْفِي لَا يُزَايِلُنِي وَ إِنْ أَطَعْتُكَ .
فَقَدْ : دَفَعَتْنِي الْعَوَالِمُ إِلَيْكَ ، وَ قَدْ أَوْقَعَنِي عِلْمِي بِكَرَمِكَ عَلَيْكَ .
إِلَهِي : كَيْفَ أَخِيبُ  وَ أَنْتَ أَمَلِي ؟! أَمْ كَيْفَ أُهَانُ  وَ عَلَيْكَ مُتَّكَلِي ؟!
إِلَهِي : كَيْفَ أَسْتَعِزُّ  وَ فِي الذِّلَّةِ أَرْكَزْتَنِي ؟ أَمْ كَيْفَ لَا أَسْتَعِزُّ وَ إِلَيْكَ نَسَبْتَنِي ؟!
إِلَهِي : كَيْفَ لَا أَفْتَقِرُ ، وَ أَنْتَ الَّذِي فِي الْفُقَرَاءِ  أَقَمْتَنِي ؟!
أَمْ كَيْفَ : أَفْتَقِرُ  وَ أَنْتَ الَّذِي بِجُودِكَ أَغْنَيْتَنِي ؟!
وَ أَنْتَ : الَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُكَ  تَعَرَّفْتَ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ  فَمَا جَهِلَكَ شَيْ‏ءٌ .
وَ أَنْتَ : الَّذِي تَعَرَّفْتَ إِلَيَّ  فِي كُلِّ شَيْ‏ءٍ ، فَرَأَيْتُكَ ظَاهِراً فِي كُلِّ شَيْ‏ءٍ .
وَ أَنْتَ : الظَّاهِرُ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ .

يَا مَنِ : أسْتَوَى بِرَحْمَانِيَّتِهِ  فَصَارَ الْعَرْشُ غَيْباً فِي ذَاتِهِ ، مَحَقْتَ الْآثَارَ بِالْآثَارِ ، وَ مَحَوْتَ الْأَغْيَارَ  بِمُحِيطَاتِ أَفْلَاكِ الْأَنْوَارِ .
يَا مَنِ : أحْتَجَبَ فِي سُرَادِقَاتِ عَرْشِهِ  عَنْ أَنْ تُدْرِكَهُ الْأَبْصَارُ .
يَا مَنْ : تَجَلَّى بِكَمَالِ بَهَائِهِ  فَتَحَقَّقَتْ عَظَمَتُهُ مِنَ الِاسْتِوَاءِ .
كَيْفَ : تَخْفَى وَ أَنْتَ الظَّاهِرُ ، أَمْ كَيْفَ تَغِيبُ وَ أَنْتَ الرَّقِيبُ الْحَاضِرُ ، إِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ‏  .



















+
+





دعاء الموقف
للإمام علي بن احسين عليه السلام
يوم عرفة


قال المفيد في المزار :
و إذا حضرت : مشهد الحسين عليه السلام يوم عرفة أو عرفات نفسها ، أو حيث حللت من البلاد ، فاغتسل قبل الزوال ، و ابرز تحت السماء ، و ادع بهذا الدعاء :

اللَّهُمَّ : أَنْتَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ، وَ أَنْتَ اللَّهُ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ، وَ أَنْتَ اللَّهُ الدَّائِبُ‏ «القائم» فِي غَيْرِ وَصَبٍ وَ لَا نَصَبٍ ، وَ لَا تَشْغَلُكَ رَحْمَتُكَ عَنْ عَذَابِكَ  وَ لَا عَذَابُكَ عَنْ رَحْمَتِكَ ، خَفِيتَ مِنْ غَيْرِ مَوْتٍ  وَ ظَهَرْتَ فَلَا شَيْ‏ءَ فَوْقَكَ ، وَ تَقَدَّستَ فِي عُلُوِّكَ  وَ تَرَدَّيْتَ بِالْكِبْرِيَاءِ فِي الْأَرْضِ وَ فِي السَّمَاءِ ، وَ قَوِيتَ فِي سُلْطَانِكَ ، وَ دَنَوْتَ مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ فِي ارْتِفَاعِكَ .
وَ خَلَقْتَ الْخَلْقَ : بِقُدْرَتِكَ  وَ قَدَّرْتَ الْأُمُورَ بِعِلْمِكَ ، وَ قَسَّمْتَ الْأَرْزَاقَ بِعَدْلِكَ  وَ نَفَذَ فِي كُلِّ شَيْ‏ءٍ عِلْمُكَ .
وَ حَارَتِ الْأَبْصَارُ : دُونَكَ  ، وَ قَصُرَ دُونَكَ طَرْفُ كُلِّ طَارِفٍ ، وَ كَلَّتِ الْأَلْسُنُ عَنْ صِفَاتِكَ ، وَ غَشِيَ بَصَرَ كُلِّ نَاظِرٍ نُورُكَ ، وَ مَلَأْتَ بِعَظَمَتِكَ أَرْكَانَ عَرْشِكَ .
وَ ابْتَدَأْتَ الْخَلْقَ : عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ نَظَرْتَ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدٍ سَبَقَكَ إِلَى صَنْعَةِ شَيْ‏ءٍ مِنْهُ ، وَ لَمْ تُشَارَكْ فِي خَلْقِكَ  وَ لَمْ تَسْتَعِنْ بِأَحَدٍ فِي شَيْ‏ءٍ مِنْ أَمْرِكَ , وَ لَطُفْتَ‏ فِي عَظَمَتِكَ ، وَ انْقَادَ لِعَظَمَتِكَ كُلُّ شَيْ‏ءٍ ، وَ ذَلَّ لِعِزِّكَ كُلُّ شَيْ‏ءٍ .
أُثْنِي عَلَيْكَ يَا سَيِّدِي : وَ مَا عَسَى أَنْ يَبْلُغَ فِي مِدْحَتِكَ ثَنَائِي مَعَ قِلَّةِ عَمَلِي وَ قِصَرِ رَأْيِي ، وَ أَنْتَ يَا رَبَّ الْخَالِقِ وَ أَنَا الْمَخْلُوقُ ، وَ أَنْتَ الْمَالِكُ وَ أَنَا الْمَمْلُوكُ ، وَ أَنْتَ الرَّبُّ وَ أَنَا الْعَبْدُ ، وَ أَنْتَ الْغَنِيُّ وَ أَنَا الْفَقِيرُ ، وَ أَنْتَ الْمُعْطِي وَ أَنَا السَّائِلُ ، وَ أَنْتَ الْغَفُورُ وَ أَنَا الْخَاطِئُ ، وَ أَنْتَ الْحَيُ‏ الَّذِي لا يَمُوتُ‏ وَ أَنَا خَلْقٌ أَمُوتُ .
يَا مَنْ : خَلَقَ الْخَلْقَ  وَ دَبَّرَ الْأُمُورَ ، فَلَمْ يُقَايِسْ شَيْئاً بِشَيْ‏ءٍ مِنْ خَلْقِهِ  وَ لَمْ يَسْتَعِنْ عَلَى خَلْقِهِ بِغَيْرِهِ ، ثُمَّ أَمْضَى الْأُمُورَ عَلَى خَلْقِهِ بِغَيْرِهِ ، ثُمَّ أَمْضَى الْأُمُورَ عَلَى قَضَائِهِ  وَ أَجَّلَهَا إِلَى أَجَلٍ ، قَضَى فِيهَا بِعَدْلِهِ  وَ عَدَلَ فِيهَا  بِفَصْلِهِ  وَ فَصَلَ فِيهَا بِحُكْمِهِ  وَ حَكَمَ فِيهَا بِعَدْلِهِ‏  وَ عَلِمَهَا بِحِفْظِهِ ، ثُمَّ جَعَلَ  مُنْتَهَاهَا إِلَى مَشِيَّتِهِ  وَ مُسْتَقَرَّهَا إِلَى مَحَبَّتِهِ  وَ مَوَاقِيتَهَا إِلَى قَضَائِهِ‏ .
 لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ :‏ وَ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ‏  وَ لَا رَادَّ لِقَضَائِهِ‏ ، وَ لَا مُسْتَرَاحَ عَنْ أَمْرِهِ  وَ لَا مَحِيصَ لِقَدَرِهِ‏ ، وَ لَا خُلْفَ لِوَعْدِهِ  وَ لَا مُتَخَلَّفَ عَنْ دَعْوَتِهِ ، وَ لَا يُعْجِزُهُ شَيْ‏ءٌ طَلَبَهُ  وَ لَا يَمْتَنِعُ مِنْهُ أَحَدٌ أَرَادَهُ  ، وَ لَا يَعْظُمُ عَلَيْهِ شَيْ‏ءٌ فَعَلَهُ  وَ لَا يَكْبُرُ عَلَيْهِ شَيْ‏ءٌ صَنَعَهُ ، وَ لَا يَزِيدُ فِي سُلْطَانِهِ طَاعَةُ مُطِيعٍ  وَ لَا تَنْقُصُهُ مَعْصِيَةُ عَاصٍ ، وَ لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيْهِ‏  وَ لا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً .
الَّذِي : مَلَّكَ الْمُلُوكَ بِقُدْرَتِهِ  وَ اسْتَعْبَدَ الْأَرْبَابَ بِعِزِّهِ ، وَ سَادَ الْعُظَمَاءَ بِجُودِهِ  وَ عَلَا السَّادَةَ بِمَجْدِهِ ، وَ انْهَدَّتِ الْمُلُوكُ لِهَيْبَتِهِ  وَ عَلَا أَهْلَ السُّلْطَانِ بِسُلْطَانِهِ وَ رُبُوبِيَّتِهِ ، وَ أَبَادَ الْجَبَابِرَةَ بِقَهْرِهِ  وَ أَذَلَّ الْعُظَمَاءَ بِعِزِّهِ ، وَ أَسَّسَ الْأُمُورَ بِقُدْرَتِهِ  وَ بَنَى الْمَعَالِيَ بِسُؤْدُدِهِ ، وَ تَمَجَّدَ بِفَخْرِهِ  وَ فَخَرَ بِعِزِّهِ  ، وَ عَزَّ بِجَبَرُوتِهِ  وَ عَمَّ بِنِعْمَتِهِ ، وَ وَسِعَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ بِرَحْمَتِهِ .
إِيَّاكَ أَدْعُو : وَ إِيَّاكَ أَسْأَلُ وَ مِنْكَ أَطْلُبُ  وَ إِلَيْكَ أَرْغَبُ ، يَا غَايَةَ الْمُسْتَضْعَفِينَ  وَ يَا صَرِيخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ ، وَ مُعْتَمِدَ الْمُضْطَهِدِينَ  وَ مُنْجِيَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَ مُثِيبَ الصَّابِرِينَ  وَ عِصْمَةَ الصَّالِحِينَ ، وَ حِرْزَ الْعَارِفِينَ  وَ أَمَانَ الْخَائِفِينَ ، وَ ظَهْرَ اللَّاجِئِينَ  وَ جَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ ، وَ طَالِبَ الْغَادِرِينَ  وَ مُدْرِكَ الْهَارِبِينَ ، وَ أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ  وَ خَيْرَ النَّاصِرِينَ ، وَ خَيْرَ الْفَاصِلِينَ  وَ خَيْرَ الْغَافِرِينَ‏ ،  وَ أَحْكَمَ الْحَاكِمِينَ  وَ أَسْرَعَ الْحَاسِبِينَ .
لَا يَمْتَنِعُ : مِنْ بَطْشِهِ شَيْ‏ءٌ  وَ لَا يَنْتَصِرُ مِنْ عُقُوبَتِهِ ، وَ لَا مَحِيصَ عَنْ قَدَرِهِ وَ لَا يَحْتَالُ لِكَيْدِهِ ، وَ لَا يُدْرَكُ عِلْمُهُ  وَ لَا يُدْرَأُ مُلْكُهُ ، وَ لَا يُقْهَرُ عِزُّهُ  وَ لَا يُذَلُّ اسْتِكْبَارُهُ ، وَ لَا يُبْلَغُ جَبَرُوتُهُ  وَ لَا تَصْغُرُ عَظَمَتُهُ ، وَ لَا يَضْمَحِلُّ فَخْرُهُ وَ لَا يَتَضَعْضَعُ رُكْنُهُ ، وَ لَا تُرَامُ قُوَّتُهُ .
الْمُحْصِي : لِبَرِيَّتِهِ  الْحَافِظُ أَعْمَالَ خَلْقِهِ .
وَ لَا ضِدَّ لَهُ : وَ لَا نِدَّ لَهُ  ، وَ لَا وَلَدَ لَهُ  وَ لَا صَاحِبَةَ لَهُ ، وَ لَا سَمِيَّ لَهُ وَ لَا قَرِيبَ لَهُ ، وَ لَا كُفْوَ لَهُ  وَ لَا شِبْهَ‏ لَهُ  وَ لَا نَظِيرَ لَهُ .
وَ لا مُبَدِّلَ : لِكَلِماتِهِ‏  وَ لَا يُبْلَغُ مَبْلَغَهُ ، وَ لَا يَقْدِرُ شَيْ‏ءٌ قُدْرَتَهُ  وَ لَا يُدْرِكُ شَيْ‏ءٌ أَثَرَهُ ، وَ لَا يَنْزِلُ شَيْ‏ءٌ مَنْزِلَتَهُ  وَ لَا يُدْرَكُ شَيْ‏ءٌ أَحْرَزَهُ  وَ لَا يَحُولُ دُونَهُ شَيْ‏ءٌ .
بَنَى السَّمَاوَاتِ : فَأَتْقَنَهُنَّ وَ مَا فِيهِنَّ بِعَظَمَتِهِ، وَ دَبَّرَ أَمْرَهُ فِيهِنَّ بِحِكْمَتِهِ.
وَ كَانَ : كَمَا هُوَ أَهْلُهُ ، لَا بِأَوَّلِيَّةٍ قَبْلَهُ  وَ لَا بِآخِرِيَّةٍ بَعْدَهُ ، وَ كَانَ كَمَا يَنْبَغِي لَهُ يَرَى وَ لَا يُرَى  وَ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَى .
يَعْلَمُ : السِّرَّ وَ الْعَلَانِيَةَ  وَ لَا تَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ ، وَ لَيْسَ لِنَقِمَتِهِ وَاقِيَةٌ  ، يَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى ، وَ لَا تُحْصِنُ مِنْهُ الْقُصُورُ  وَ لَا تُجِنُّ مِنْهُ السُّتُورُ ، وَ لَا تُكِنُّ مِنْهُ الْجُدُورُ  وَ لَا تُوَارِي مِنْهُ الْبُحُورُ ، وَ هُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ  وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيمٌ‏ .
يَعْلَمُ : هَمَاهِمَ الْأَنْفُسِ  وَ ما تُخْفِي الصُّدُورُ وَ وَسَاوِسَهَا  وَ نِيّاتِ‏ الْقُلُوبِ ، وَ نُطْقَ الْأَلْسُنِ  وَ رَجْعَ الشِّفَاهِ ، وَ بَطْشَ الْأَيْدِي  وَ نَقْلَ الْأَقْدَامِ ، وَ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ‏  وَ السِّرَّ وَ أَخْفى‏ ، وَ النَّجْوَى‏  وَ ما تَحْتَ الثَّرى‏ ، وَ لَا يَشْغَلُهُ شَيْ‏ءٌ عَنْ شَيْ‏ءٍ  ، وَ لَا يُفَرِّطُ فِي شَيْ‏ءٍ  وَ لَا يَنْسَى شَيْئاً لِشَيْ‏ءٍ .
أَسْأَلُكَ : يَا مَنْ عَظُمَ صَفْحُهُ  وَ حَسُنَ صُنْعُهُ ، وَ كَرُمَ عَفْوُهُ  وَ كَثُرَتْ نِعَمُهُ ، وَ لَا يُحْصَى إِحْسَانُهُ  وَ جَمِيلُ بَلَائِهِ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ أَنْ تَقْضِيَ لِي حَوَائِجِي الَّتِي أَفْضَيْتُ بِهَا إِلَيْكَ ، وَ قُمْتُ بِهَا بَيْنَ يَدَيْكَ  وَ أَنْزَلْتُهَا بِكَ  وَ شَكَوْتُهَا إِلَيْكَ ، مَعَ مَا كَانَ مِنْ تَفْرِيطِي فِيمَا أَمَرْتَنِي  وَ تَقْصِيرِي فِيمَا نَهَيْتَنِي عَنْهُ‏ .
يَا نُورِي : فِي كُلِّ ظُلْمَةٍ  ، وَ يَا أُنْسِي فِي كُلِّ وَحْشَةٍ ، وَ يَا ثِقَتِي فِي كُلِّ شِدَّةٍ  وَ يَا رَجَائِي فِي كُلِّ كُرْبَةٍ ، وَ يَا وَلِيِّي فِي كُلِّ نِعْمَةٍ ، وَ يَا دَلِيلِي فِي الظَّلَامِ  أَنْتَ دَلِيلِي إِذَا انْقَطَعَتْ دَلَالَةُ الْأَدِلَّاءِ ، فَإِنَّ دَلَالَتَكَ لَا تَنْقَطِعُ .
لَا يَضِلُّ : مَنْ هَدَيْتَ ، وَ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ .
أَنْعَمْتَ عَلَيَّ : فَأَسْبَغْتَ ، وَ رَزَقْتَنِي فَوَفَّرْتَ ، وَ وَعَدْتَنِي‏ فَأَحْسَنْتَ  وَ أَعْطَيْتَنِي فَأَجْزَلْتَ ، بِلَا اسْتِحْقَاقٍ لِذَلِكَ بِعَمَلٍ مِنِّي ، وَ لَكِنِ ابْتِدَاءً مِنْكَ بِكَرَمِكَ وَ جُودِكَ ، فَأَنْفَقْتَ نِعْمَتَكَ فِي مَعَاصِيكَ ، وَ تَقَوَّيْتُ بِرِزْقِكَ عَلَى سَخَطِكَ ، وَ أَفْنَيْتُ عُمُرِي فِيمَا لَا تُحِبُّ ، فَلَمْ تَمْنَعْكَ جُرْأَتِي عَلَيْكَ  وَ رُكُوبِي مَا نَهَيْتَنِي عَنْهُ  وَ دُخُولِي فِيمَا حَرَّمْتَ عَلَيَّ ، أَنْ عُدْتَ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ  وَ لَمْ يَمْنَعْنِي عَوْدُكَ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ ، أَنْ عُدْتُ فِي مَعَاصِيكَ  فَأَنْتَ الْعَائِدُ بِالْفَضْلِ  وَ أَنَا الْعَائِدُ بِالْمَعَاصِي .
وَ أَنْتَ : يَا سَيِّدِي خَيْرُ الْمَوَالِي لِعَبِيدِهِ ، وَ أَنَا شَرُّ الْعَبِيدِ .
أَدْعُوكَ : فَتُجِيبُنِي  ، وَ أَسْأَلُكَ فَتُعْطِينِي ، وَ أَسْكُتُ عَنْكَ فَتَبْتَدِئُنِي ، وَ أَسْتَزِيدُكَ فَتَزِيدُنِي ، فَبِئْسَ الْعَبْدُ أَنَا لَكَ يَا سَيِّدِي وَ مَوْلَايَ .
أَنَا الَّذِي : لَمْ أَزَلْ أُسِي‏ءُ  وَ تَغْفِرُ لِي ، وَ لَمْ أَزَلْ أَتَعَرَّضُ لِلْبَلَاءِ  وَ تُعَافِينِي ، وَ لَمْ أَزَلْ أَتَعَرَّضُ لِلْهَلَكَةِ  وَ تُنْجِينِي ، وَ لَمْ أَزَلْ أَضِيعُ فِي اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ فِي تَقَلُّبِي  فَتَحْفَظُنِي .
فَرَفَعْتَ خَسِيسَتِي‏ : وَ أَقَلْتَ عَثْرَتِي  وَ سَتَرْتَ عَوْرَتِي ، وَ لَمْ تَفْضَحْنِي بِسَرِيرَتِي ، وَ لَمْ تُنَكِّسْ بِرَأْسِي عِنْدَ إِخْوَانِي ، بَلْ سَتَرْتَ عَلَيَّ الْقَبَائِحَ الْعِظَامَ  وَ الْفَضَائِحَ الْكِبَارَ ، وَ أَظْهَرْتَ حَسَنَاتِيَ الْقَلِيلَةَ الصِّغَارَ  مَنّاً مِنْكَ  وَ تَفَضُّلًا  وَ إِحْسَاناً  وَ إِنْعَاماً  وَ اصْطِنَاعاً .
ثُمَّ أَمَرْتَنِي : فَلَمْ آتَمِرْ ، وَ زَجَرْتَنِي فَلَمْ أَنْزَجِرْ ، وَ لَمْ أَشْكُرْ نِعْمَتَكَ  وَ لَمْ أَقْبَلْ نَصِيحَتَكَ  وَ لَمْ أُؤَدِّ حَقَّكَ ، وَ لَمْ أَتْرُكْ مَعَاصِيَكَ  ، بَلْ عَصَيْتُكَ بِعَيْنِي وَ لَوْ شِئْتَ أَعْمَيْتَنِي  فَلَمْ تَفْعَلْ ذَلِكَ بِي ، وَ عَصَيْتُكَ بِسَمْعِي  وَ لَوْ شِئْتَ أَصْمَمْتَنِي  فَلَمْ تَفْعَلْ ذَلِكَ بِي ، وَ عَصَيْتُكَ بِيَدِي  وَ لَوْ شِئْتَ لَكَنَّعْتَنِي‏  فَلَمْ تَفْعَلْ ذَلِكَ بِي ، وَ عَصَيْتُكَ بِرِجْلِي  وَ لَوْ شِئْتَ لَجَذَمْتَنِي  فَلَمْ تَفْعَلْ ذَلِكَ بِي ، وَ عَصَيْتُكَ بِفَرْجِي  وَ لَوْ شِئْتَ عَقَمْتَنِي  فَلَمْ تَفْعَلْ ذَلِكَ بِي ، وَ عَصَيْتُكَ بِجَمِيعِ جَوَارِحِي  وَ لَمْ يَكُ هَذَا جَزَاؤُكَ مِنِّي .
فَعَفْوَكَ : عَفْوَكَ ، فَهَا أَنَا ذَا عَبْدُكَ الْمُقِرُّ بِذَنْبِي ، الْخَاضِعُ لَكَ بِذُلِّي ، الْمُسْتَكِينُ لَكَ بِجُرْمِي ، مُقِرٌّ لَكَ بِجِنَايَتِي  مُتَضَرِّعٌ إِلَيْكَ‏ ، رَاجٍ لَكَ فِي مَوْقِفِي هَذَا  ، تَائِبٌ مِنْ جَرِيرَتِي وَ مِنِ اقْتِرَافِي ، مُسْتَغْفِرٌ لَكَ مِنْ ظُلْمِي لِنَفْسِي ، رَاغِبٌ إِلَيْكَ فِي فَكَاكِ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ ، مُبْتَهِلٌ إِلَيْكَ فِي الْعَفْوِ عَنِّي‏ مِنَ الْمَعَاصِي ، طَالِبٌ إِلَيْكَ أَنْ تُنْجِحَ لِي حَوَائِجِي  وَ تُعْطِيَنِي فَوْقَ رَغْبَتِي ، وَ أَنْ تَسْمَعَ نِدَائِي  وَ تَسْتَجِيبَ دُعَائِي ، وَ تَرْحَمَ تَضَرُّعِي وَ شَكْوَايَ ، وَ كَذَلِكَ الْعَبْدُ الْخَاطِئُ يَخْضَعُ لِسَيِّدِهِ ، وَ يَتَخَشَّعُ لِمَوْلَاهُ بِالذُّلِّ .
يَا أَكْرَمَ : مَنْ أَقَرَّ لَهُ بِالذُّنُوبِ ، وَ أَكْرَمَ مَنْ خُضِعَ لَهُ وَ خُشِعَ ، مَا أَنْتَ صَانِعٌ  بِمُقِرٍّ لَكَ بِذَنْبِهِ  خَاشِعٍ لَكَ بِذُلِّهِ .
فَإِنْ‏ كَانَتْ : ذُنُوبِي قَدْ حَالَتْ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ ، أَنْ تُقْبِلَ عَلَيَّ بِوَجْهِكَ  وَ تَنْشُرَ عَلَيَّ رَحْمَتَكَ ، وَ تُنْزِلَ عَلَيَّ شَيْئاً مِنْ بَرَكَاتِكَ ، أَوْ تَرْفَعَ لِي إِلَيْكَ صَوْتاً ، أَوْ تَغْفِرَ لِي ذَنْباً ، أَوْ تَتَجَاوَزَ عَنْ خَطِيئَةٍ .
فَهَا أَنَا ذَا : عَبْدُكَ  مُسْتَجِيرٌ بِكَرَمِ وَجْهِكَ  وَ عِزِّ جَلَالِكَ ، مُتَوَجِّهٌ إِلَيْكَ  وَ مُتَوَسِّلٌ إِلَيْكَ ، وَ مُتَقَرِّبٌ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، أَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ  وَ أَكْرَمِهِمْ لَدَيْكَ ، وَ أَوْلَاهُمْ بِكَ  وَ أَطْوَعِهِمْ لَكَ ، وَ أَعْظَمِهِمْ مِنْكَ مَنْزِلَةً  وَ عِنْدَكَ مَكَاناً ، وَ بِعِتْرَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمُ  الْهُدَاةِ الْمَهْدِيِّينَ ، الَّذِينَ افْتَرَضْتَ طَاعَتَهُمْ  وَ أَمَرْتَ بِمَوَدَّتِهِمْ ، وَ جَعَلْتَهُمْ وُلَاةَ أَمْرِكَ بَعْدَ نَبِيِّكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ .
يَا مُذِلَّ : كُلِّ جَبَّارٍ ، وَ يَا مُعِزَّ كُلِّ ذَلِيلٍ ، قَدْ بَلَغَ مَجْهُودِي  فَهَبْ لِي نَفْسِي السَّاعَةَ السَّاعَةَ  بِرَحْمَتِكَ .
اللَّهُمَّ : لَا قُوَّةَ لِي عَلَى سَخَطِكَ ، وَ لَا صَبْرَ لِي عَلَى عَذَابِكَ ، وَ لَا غَنَاءَ بِي‏ عَنْ رَحْمَتِكَ ، تَجِدُ مَنْ تُعَذِّبُ غَيْرِي  وَ لَا أَجِدُ مَنْ يَرْحَمُنِي غَيْرُكَ ، وَ لَا قُوَّةَ لِي عَلَى الْبَلَاءِ  وَ لَا طَاقَةَ لِي عَلَى الْجَهْدِ .
أَسْأَلُكَ : بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، وَ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِالْأَئِمَّةِ الَّذِينَ اخْتَرْتَهُمْ لِسِرِّكَ ، وَ أَطْلَعْتَهُمْ عَلَى خَفِيَّتِك، وَ اخْتَرْتَهُمْ بِعِلْمِكَ ، وَ طَهَّرْتَهُمْ وَ أَخْلَصْتَهُمْ‏ ، وَ اصْطَفَيْتَهُمْ وَ أَصْفَيْتَهُمْ ، وَ جَعَلْتَهُمْ هُدَاةً مَهْدِيِّينَ ، وَ ائْتَمَنْتَهُمْ عَلَى وَحْيِكَ ، وَ عَصَمْتَهُمْ عَنْ مَعَاصِيكَ ، وَ رَضِيتَهُمْ لِخَلْقِكَ وَ خَصَصْتَهُمْ بِعِلْمِكَ ، وَ اجْتَبَيْتَهُمْ بِكَلَامِكَ وَ حَبَوْتَهُمْ ، وَ جَعَلْتَهُمْ حُجَجاً عَلَى خَلْقِكَ ، وَ أَمَرْتَ بِطَاعَتِهِمْ  وَ لَمْ تُرَخِّصْ لِأَحَدٍ فِي مَعْصِيَتِهِمْ ، وَ فَرَضْتَ طَاعَتَهُمْ عَلَى مَنْ بَرَأْتَ .
وَ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ : فِي مَوْقِفِي الْيَوْمَ ، أَنْ تَجْعَلَنِي مِنْ خِيَارِ وَفْدِكَ .
اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ ارْحَمْ صُرَاخِي  وَ اعْتِرَافِي بِذَنْبِي  وَ تَضَرُّعِي ، وَ ارْحَمْ طَرْحِي رَحْلِي بِفِنَائِكَ ، وَ ارْحَمْ مَسِيرِي إِلَيْكَ .
يَا أَكْرَمَ : مَنْ سُئِلَ ، يَا عَظِيماً يُرْجَى لِكُلِّ عَظِيمٍ ، أغْفِرْ لِي ذَنْبِيَ الْعَظِيمَ ، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذَّنْبَ‏ الْعَظِيمَ  إِلَّا الْعَظِيمُ .
اللَّهُمَّ : إِنِّي أَسْأَلُكَ فَكَاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ ، يَا رَبَّ الْمُؤْمِنِينَ لَا تَقْطَعْ رَجَائِي ، يَا مَنَّانُ مُنَّ بِهِ عَلَيَّ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ  يَا مَنْ لَا يَخِيبُ سَائِلُهُ  لَا تَرُدَّنِي‏ خَائِباً ، يَا عَفُوُّ اعْفُ عَنِّي ، يَا تَوَّابُ تُبْ عَلَيَّ وَ اقْبَلْ تَوْبَتِي .
يَا مَوْلَايَ : حَاجَتِي الَّتِي إِنْ أَعْطَيْتَنِيهَا لَمْ يَضُرَّنِي مَا مَنَعْتَنِي ، وَ إِنْ مَنَعْتَنِيهَا لَمْ يَنْفَعْنِي مَا أَعْطَيْتَنِي ، أَعْطِنِي فَكَاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ .
اللَّهُمَّ : بَلِّغْ رُوحَ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ عَنِّي تَحِيَّةً وَ سَلَاماً ، وَ بِهِمُ الْيَوْمَ فَاسْتَنْقِذْنِي .
يَا مَنْ : أَمَرَ بِالْعَفْوِ ، يَا مَنْ يَجْزِي عَلَى الْعَفْوِ ، يَا مَنْ يَعْفُو ، يَا مَنْ رَضِيَ الْعَفْوَ ، يَا مَنْ يُثِيبُ عَلَى الْعَفْوِ ، الْعَفْوَ الْعَفْوَ .. يَقُولُهَا عِشْرِينَ مَرَّةً .
أَسْأَلُكَ : الْيَوْمَ الْعَفْوَ ، وَ أَسْأَلُكَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ .
هَذَا : مَكَانُ الْبَائِسِ الْفَقِيرِ ، هَذَا مَكَانُ الْمُضْطَرِّ إِلَى رَحْمَتِكَ ، هَذَا مَكَانُ الْمُسْتَجِيرِ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ ، هَذَا مَكَانُ الْعَائِذِ بِكَ مِنْكَ ، أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ ، وَ مِنْ فَجْأَةِ نَقِمَتِكَ .
يَا أَمَلِي : يَا رَجَائِي ، يَا خَيْرَ مُسْتَعَانٍ‏ ، يَا أَجْوَدَ الْمُعْطِينَ ، يَا مَنْ سَبَقَتْ رَحْمَتُهُ غَضَبَهُ ، يَا سَيِّدِي وَ مَوْلَايَ  ، وَ ثِقَتِي وَ رَجَائِي وَ مُعْتَمَدِي ، وَ يَا ذُخْرِي وَ يَا ظَهْرِي وَ عُدَّتِي ، وَ غَايَةَ أَمَلِي وَ رَغْبَتِي  ، يَا غِيَاثِي يَا وَارِثِي ، مَا أَنْتَ صَانِعٌ بِي فِي هَذَا الْيَوْمِ  الَّذِي قَدْ فَزِعَتْ فِيهِ إِلَيْكَ الْأَصْوَاتُ .
أَسْأَلُكَ : أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ أَنْ تَقْلِبَنِي فِيهِ مُفْلِحاً مُنْجِحاً ، بِأَفْضَلِ مَا انْقَلَبَ بِهِ مَنْ رَضِيتَ عَنْهُ ، وَ اسْتَجَبْتَ دُعَاءَهُ ، وَ قَبِلْتَهُ وَ أَجْزَلْتَ حِبَاءَهُ ، وَ غَفَرْتَ ذُنُوبَهُ وَ أَكْرَمْتَهُ ، وَ لَمْ تَسْتَبْدِلْ بِهِ سِوَاهُ ، وَ شَرَّفْتَ‏ مَقَامَهُ ، وَ بَاهَيْتَ بِهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ ، وَ قَلَبْتَهُ بِكُلِّ حَوَائِجِهِ ، وَ أَحْيَيْتَهُ بَعْدَ الْمَمَاتِ حَيَاةً طَيِّبَةً ، وَ خَتَمْتَ لَهُ بِالْمَغْفِرَةِ ، وَ أَلْحَقْتَهُ بِمَنْ تَوَلَّاهُ .
 اللَّهُمَّ : إِنَّ لِكُلِّ وَافِدٍ جَائِزَةً ، وَ لِكُلِّ زَائِرٍ كَرَامَةً ، وَ لِكُلِّ سَائِلٍ لَكَ عَطِيَّةً ، وَ لِكُلِّ رَاجٍ لَكَ ثَوَاباً ، وَ لِكُلِّ مُلْتَمِسٍ مَا عِنْدَكَ جَزَاءً ، وَ لِكُلِّ رَاغِبٍ إِلَيْكَ هِبَةً ، وَ لِكُلِّ مَنْ فَزِعَ إِلَيْكَ رَحْمَةً ، وَ لِكُلِّ رَاغِبٍ فِيكَ زُلْفَى ، وَ لِكُلِّ مُتَضَرِّعٍ إِلَيْكَ إِجَابَةً ، وَ لِكُلِّ مُسْتَكِينٍ إِلَيْكَ رَأْفَةً ، وَ لِكُلِّ نَازِلٍ بِكَ حِفْظاً ، وَ لِكُلِّ مُتَوَسِّلٍ إِلَيْكَ عَفْواً .
وَ قَدْ وَفَدْتُ : إِلَيْكَ ، وَ وَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ الَّذِي شَرَّفْتَهُ ، رَجَاءً لِمَا عِنْدَكَ  وَ رَغْبَةً إِلَيْكَ ، فَلَا تَجْعَلْنِي الْيَوْمَ أَخْيَبَ وَفْدِكَ ، وَ أَكْرِمْنِي بِالْجَنَّةِ ، وَ مُنَّ عَلَيَّ بِالْمَغْفِرَةِ ، وَ جَمِّلْنِي بِالْعَافِيَةِ ، وَ أَجِرْنِي مِنَ النَّارِ ، وَ أَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلَالِ الطَّيِّبِ ، وَ ادْرَأْ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ ، وَ شَرَّ شَيَاطِينِ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ .
اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ لَا تَرُدَّنِي خَائِباً ، وَ سَلِّمْنِي مَا بَيْنِي وَ بَيْنَ لِقَائِكَ حَتَّى تُبَلِّغَنِي الدَّرَجَةَ الَّتِي فِيهَا مُرَافَقَةُ أَوْلِيَائِكَ ،  وَ اسْقِنِي مِنْ حَوْضِهِمْ مَشْرَباً رَوِيّاً  لَا أَظْمَأُ بَعْدَهُ أَبَداً ، وَ احْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِمْ  وَ تَوَفَّنِي فِي حِزْبِهِمْ ، وَ عَرِّفْنِي وُجُوهَهُمْ فِي رِضْوَانِكَ وَ الْجَنَّةِ ، فَإِنِّي رَضِيتُ بِهِمْ هُدَاةً .
يَا كَافِيَ : كُلِّ شَيْ‏ءٍ  وَ لَا يَكْفِي مِنْكَ‏ شَيْ‏ءٌ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ اكْفِنِي شَرَّ مَا أَحْذَرُ ، وَ شَرَّ مَا لَا أَحْذَرُ ، وَ لَا تَكِلْنِي إِلَى أَحَدٍ سِوَاكَ ، وَ بَارِكْ لِي فِيمَا رَزَقْتَنِي ، وَ لَا تَسْتَبْدِلْ بِي غَيْرِي ، وَ لَا تَكِلْنِي إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ ، وَ لَا إِلَى رَأْيِي فَيُعْجِزَنِي ، وَ لَا إِلَى الدُّنْيَا فَتَلْفِظَنِي ، وَ لَا إِلَى قَرِيبٍ وَ لَا بَعِيدٍ .
 تَفَرَّدْ : بِالصُّنْعِ لِي  يَا سَيِّدِي وَ مَوْلَايَ .
اللَّهُمَّ : أَنْتَ أَنْتَ ، انْقَطَعَ الرَّجَاءُ إِلَّا مِنْكَ ، فِي هَذَا الْيَوْمِ تَطَوَّلْ عَلَيَّ فِيهِ بِالْعَافِيَةِ وَ الرَّحْمَةِ وَ الْمَغْفِرَةِ .
اللَّهُمَّ : رَبَّ هَذِهِ الْأَمْكِنَةِ الشَّرِيفَةِ ، وَ رَبَّ كُلِّ حَرَمٍ وَ مَشْعَرٍ عَظَّمْتَ قَدْرَهُ‏ وَ شَرَّفْتَهُ ، وَ بِالْبَيْتِ الْحَرَامِ ، وَ الشَّهْرِ الْحَرَامِ ، وَ بِالْحِلِّ وَ الْإِحْرَامِ ، وَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ أَنْجِحْ لِي كُلَّ حَاجَةٍ بِمَا فِيهِ صَلَاحُ دِينِي وَ دُنْيَايَ وَ آخِرَتِي ، وَ اغْفِرْ لِي وَ لِوالِدَيَ‏  وَ مَنْ وَلَدَنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً ، وَ اجْزِهِمَا عَنِّي خَيْرَ الْجَزَاءِ ، وَ عَرِّفْهِمَا بِدُعَائِي مَا تَقَرُّ أَعْيُنُهُمَا ، فَإِنَّهُمَا قَدْ سَبَقَانِي إِلَى الْغَايَةِ  وَ خَلَّفْتَنِي بَعْدَهُمَا ، فَشَفِّعْنِي فِي نَفْسِي  وَ فِيهِمَا  وَ فِي جَمِيعِ أَسْلَافِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ  فِي هَذَا الْيَوْمِ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ فَرِّجْ عَنْ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ اجْعَلْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ‏ ، وَ انْصُرْهُمْ وَ انْتَصِرْ بِهِمْ ، وَ أَنْجِزْ لَهُمْ مَا وَعَدْتَهُمْ ، وَ بَلِّغْنِي فَتْحَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ اكْفِنِي كُلَّ هَوْلٍ دُونَهُ ، ثُمَّ اقْسِمِ اللَّهُمَّ لِي فِيهِمْ نَصِيباً خَالِصاً .
يَا مُقَدِّرَ الْآجَالِ : يَا مُقَسِّمَ الْأَرْزَاقِ ، أفْسَحْ لِي فِي‏ عُمُرِي ، وَ ابْسُطْ لِي فِي رِزْقِكَ‏ .
 اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ أَصْلِحْ لَنَا إِمَامَنَا وَ اسْتَصْلِحْهُ ، وَ أَصْلِحْ عَلَى يَدَيْهِ ، وَ آمِنْ خَوْفَهُ وَ خَوْفَنَا عَلَيْهِ ، وَ اجْعَلْهُ اللَّهُمَّ الَّذِي تَنْتَصِرُ بِهِ لِدِينِكَ .
اللَّهُمَّ : أمْلَأِ الْأَرْضَ بِهِ عَدْلًا وَ قِسْطاً ، كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً ، وَ أمْنُنْ بِهِ عَلَى فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَ أَرَامِلِهِمْ وَ مَسَاكِينِهِمْ ، وَ اجْعَلْنِي مِنْ خِيَارِ مَوَالِيهِ وَ شِيعَتِهِ أَشَدَّهُمْ لَهُ حُبّاً  وَ أَطْوَعَهُمْ لَهُ طَوْعاً ، وَ أَنْفَذَهُمْ لِأَمْرِهِ  وَ أَسْرَعَهُمْ إِلَى مَرْضَاتِهِ ، وَ أَقْبَلَهُمْ لِقَوْلِهِ  وَ أَقْوَمَهُمْ بِأَمْرِهِ ، وَ ارْزُقْنِي الشَّهَادَةَ بَيْنَ يَدَيْهِ حَتَّى أَلْقَاكَ وَ أَنْتَ عَنِّي رَاضٍ .
اللَّهُمَّ : إِنِّي خَلَّفْتُ الْأَهْلَ وَ الْوَلَدَ وَ مَا خَوَّلْتَنِي ، وَ خَرَجْتُ إِلَيْكَ وَ إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ الَّذِي شَرَّفْتَهُ  رَجَاءَ مَا عِنْدَكَ  وَ رَغْبَةً إِلَيْكَ ، وَ وَكَلْتُ مَا خَلَّفْتُ إِلَيْكَ  فَأَحْسِنْ عَلَيَّ فِيهِمُ‏ الْخَلَفَ ، فَإِنَّكَ وَلِيُّ ذَلِكَ مِنْ خَلْقِكَ .
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ : الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ، سُبْحَانَ اللَّهِ  وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ  وَ رَبِّ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ  وَ مَا فِيهِنَّ وَ مَا بَيْنَهُنَّ وَ مَا تَحْتَهُنَّ ، وَ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ‏ ، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏   .











وكان من دعاء الإمام علي بن الحسين عليه السلام
يوم عرفة
الدعاء السابع والأربعون الصحيفة السجادية


الْحَمْدُ للهِ : رَبِّ الْعَالَمِينَ .
 اللَّهُمَّ : لَـكَ الْحَمْدُ ، بَدِيْعَ السَّموَاتِ وَالاَرْضِ ، ذَا الْجَلاَلِ وَالاكْرَامِ ، رَبَّ الاَرْبَابِ وَإلهَ كُلِّ مَألُوه ، وَخَالِقَ كُلِّ مَخْلُوق ، وَوَارِثَ كُلِّ شَيْء ، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَـيْءٌ ، وَلا يَعْزُبُ عَنْهُ عِلْمُ شَيْء ، وَهُوَ بِكُلِّ شَيْء مُحِيطٌ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْء رَقِيبٌ .

أَنْتَ الله : لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، الاَحَـدُ الْمُتَوَحِّدُ، الْفَرْدُ الْمُتَفَرِّدُ.
وَأَنْتَ اللهُ : لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، الْكَرِيمُ الْمُتَكَرِّمُ ، الْعَظِيمُ الْمُتَعَظِّمُ ، الْكَبِيرُ الْمُتَكَبِّرُ .
وَأَنْتَ اللهُ : لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، العَلِيُّ الْمُتَعَالِ ، الْشَدِيْدُ الْمِحَـالِ .
وَأَنْتَ اللهُ : لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، الـرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ، الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ .
وَأَنْتَ اللهُ : لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ، الْقَدِيمُ الْخَبِيرُ .
وَأَنْتَ اللهُ : لاَ إلهَ إلاّ أَنْتَ ، الْكَرِيمُ الاَكْرَمُ ، الدَّائِمُ الادْوَمُ .
وَأَنْتَ اللهُ : لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، الأوَّلُ قَبْلَ كُلِّ أَحَد، وَالاخِرُ بَعْدَ كُلِّ عَدَد.
وَأَنْتَ اللهُ : لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، الدَّانِي فِي عُلُوِّهِ ، وَالْعَالِي فِي دُنُوِّهِ .
وَأَنْتَ اللهُ : لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، ذُو الْبَهَاءِ وَالْمَجْدِ ، وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْحَمْدِ .
وَأَنْتَ اللهُ : لاَ إلهَ إلاّ أَنْتَ ، الَّذِي أَنْشَأْتَ الاشْيَاءَ مِنْ غَيْرِ سِنْخ ، وَصَوَّرْتَ مَا صَوَّرْتَ مِنْ غَيْرِ مِثال ، وَابْتَدَعْتَ الْمُبْتَدَعَاتِ بِلاَ احْتِذَآء .
أنْتَ الَّذِي : قَدَّرْتَ كُلَّ شَيْء تَقْدِيراً ، وَيَسَّرْتَ كُلَّ شَيْء تَيْسِيراً ، وَدَبَّرْتَ مَا دُونَكَ تَدْبِيْراً .
وَأَنْتَ الَّذِي : لَمْ يُعِنْكَ عَلَى خَلْقِكَ شَرِيكٌ ، وَلَمْ يُؤازِرْكَ فِي أَمْرِكَ وَزِيرٌ ، وَلَمْ يَكُنْ لَكَ مُشَاهِدٌ وَلا نَظِيرٌ .
أَنْتَ الَّذِي : أَرَدْتَ فَكَانَ حَتْماً مَا أَرَدْتَ ، وَقَضَيْتَ فَكَانَ عَدْلاً مَا قَضَيْتَ ، وَحَكَمْتَ  فَكَانَ نِصْفاً مَا حَكَمْتَ .
أَنْتَ الَّـذِي : لا يَحْوِيْـكَ مَكَانٌ ، وَلَمْ يَقُمْ لِسُلْطَانِكَ سُلْطَانٌ ، وَلَمْ يُعْيِكَ بُرْهَانٌ وَلا بَيَانٌ .
أَنْتَ الَّذِي : أَحْصَيْتَ كُلَّ شَيْء عَدَدَاً ، وَجَعَلْتَ لِكُلِّ شَيْء أَمَداً ، وَقَدَّرْتَ كُلَّ شَيْء تَقْدِيْراً .
أَنْتَ الَّذِي : قَصُرَتِ الاوْهَامُ عَنْ ذَاتِيَّتِكَ ، وَعَجَزَتِ الافْهَامُ عَنْ كَيْفِيَّتِكَ  ، وَلَمْ تُدْرِكِ الابْصَارُ مَوْضِعَ أَيْنِيَّتِكَ .
أَنْتَ الَّذِي : لا تُحَدُّ فَتَكُونَ مَحْدُوداً ، وَلَمْ تُمَثَّلْ فَتَكُونَ مَوْجُوداً ، وَلَمْ تَلِدْ فَتَكُونَ مَوْلُوداً .
أَنْتَ الَّذِي : لا ضِدَّ مَعَكَ فَيُعَانِدَكَ ، وَلا عِدْلَ فَيُكَاثِرَكَ ، وَلاَ نِدَّ لَكَ فَيُعَارِضَكَ .
أَنْتَ الَّـذِي: ابْتَدَأ وَاخْتَـرَعَ ، وَاسْتَحْدَثَ وَابْتَـدَعَ ، وَأَحْسَنَ صُنْعَ مَا صَنَعَ .

سُبْحانَكَ : مَا أَجَلَّ شَأنَكَ :
 وَأَسْنَى : فِي الامَاكِنِ مَكَانَكَ ، وَأَصْدَعَ بِالْحَقِّ فُرقَانَكَ .
سُبْحَانَكَ: مِنْ لَطِيف مَا أَلْطَفَكَ ، وَرَؤُوف مَا أَرْأَفَكَ ، وَحَكِيم مَا أَعْرَفَكَ.
 سُبْحَانَكَ : مِنْ مَلِيْك مَا أَمْنَعَكَ ، وَجَوَاد مَا أَوْسَعَكَ ، وَرَفِيعِ مَا أَرْفَعَكَ ، ذُو الْبَهاءِ وَالْمَجْدِ ، وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْحَمْدِ .
سُبْحَانَكَ : بَسَطْتَ بِالْخَيْرَاتِ يَدَكَ ، وَعُرِفَتِ الْهِدَايَةُ مِنْ عِنْدِكَ ، فَمَنِ الْتَمَسَكَ لِدِين أَوْ دُنْيا وَجَدَكَ .
سُبْحَانَكَ : خَضَعَ لَكَ مَنْ جَرى فِي عِلْمِكَ ، وَخَشَعَ لِعَظَمَتِكَ مَا دُونَ عَرْشِكَ ، وَانْقَادَ لِلتَّسْلِيْمِ لَكَ كُلُّ خَلْقِكَ .
سُبْحَانَكَ : لاَ تُجَسُّ ، وَلاَ تُحَسُّ ، وَلاَ تُمَسُّ ، وَلاَ تُكَادُ ، وَلاَ تُمَاطُ ، وَلاَ تُنَازَعُ ، وَلاَ تُجَارى ، وَلاَ تُمارى ، وَلاَ تُخَادَعُ ، وَلاَ تُمَاكَرُ .
سُبْحَانَكَ : سَبِيلُكَ جَدَدٌ ، وَأَمْرُكَ رَشَدٌ ، وَأَنْتَ حَيٌّ صَمَدٌ .
سُبْحَانَكَ : قَوْلُكَ حُكْمٌ ، وَقَضَآؤُكَ حَتْمٌ ، وَإرَادَتُكَ عَزْمٌ .
سُبْحَانَكَ : لاَ رَادَّ لِمَشِيَّتِكَ ، وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِكَ .
سُبْحَانَكَ : قاهِرَ الاَرْبَابِ ، بَاهِرَ الايآتِ ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ ، بَارِئ النَّسَماتِ .

لَكَ الْحَمْدُ : حَمْدَاً يَدُومُ بِدَوامِكَ .
وَلَكَ الْحَمْدُ : حَمْداً خَالِداً بِنِعْمَتِكَ .
وَلَكَ الْحَمْدُ : حَمْداً يُوَازِي صُنْعَكَ .
وَلَكَ الْحَمْدُ : حَمْداً يَزِيدُ عَلَى رِضَاكَ .
وَلَكَ الْحَمْدُ : حَمْداً مَعَ حَمْدِ كُلِّ حَامِد ، وَشُكْراً يَقْصُرُ عَنْهُ شُكْرُ كُلِّ شَاكِر .
حَمْداً : لاَ يَنْبَغِي إلاَّ لَكَ ، وَلاَ يُتَقَرَّبُ بِهِ إلاَّ إلَيْكَ .
حَمْداً : يُسْتَدَامُ بِهِ الاَوَّلُ ، وَيُسْتَدْعَى بِهِ دَوَامُ الاخِرِ .
حَمْداً : يَتَضَاعَفُ عَلَى كُرُورِ الاَزْمِنَةِ ، وَيَتَزَايَدُ أَضْعَافَاً مُتَرَادِفَةً .
حَمْداً : يَعْجِزُ عَنْ إحْصَآئِهِ الْحَفَظَةُ ، وَيَزِيدُ عَلَى مَا أَحْصَتْهُ فِي كِتابِكَ الْكَتَبَةُ .
حَمْداً : يُوازِنُ عَرْشَكَ المَجِيْدَ ، وَيُعَادِلُ كُرْسِيَّكَ الرَّفِيعَ .
حَمْداً : يَكْمُلُ لَدَيْكَ ثَوَابُهُ ، وَيَسْتَغْرِقُ كُلَّ جَزَآء جَزَآؤُهُ .
حَمْداً : ظَاهِرُهُ وَفْقٌ لِبَاطِنِهِ ، وَبَاطِنُهُ وَفْقٌ لِصِدْقِ النِّيَّةِ فِيهِ .
حَمْداً : لَمْ يَحْمَدْكَ خَلْقٌ مِثْلَهُ ، وَلاَ يَعْرِفُ أَحَدٌ سِوَاكَ فَضْلَهُ .
حَمْداً : يُعَانُ مَنِ اجْتَهَدَ فِي تَعْدِيْدِهِ ، وَيُؤَيَّدُ مَنْ أَغْرَقَ نَزْعَاً فِي تَوْفِيَتِهِ.
حَمْداً : يَجْمَعُ مَا خَلَقْتَ مِنَ الْحَمْدِ ، وَيَنْتَظِمُ مَا أَنْتَ خَالِقُهُ مِنْ بَعْدُ .
 حَمْداً : لاَ حَمْدَ أَقْرَبُ إلَى قَوْلِكَ مِنْهُ ، وَلاَ أَحْمَدَ مِمَّنْ يَحْمَدُكَ بِهِ .
حَمْداً : يُوجِبُ بِكَرَمِكَ الْمَزِيدَ بِوُفُورِهِ ، وَتَصِلُهُ بِمَزِيْد بَعْدَ مَزِيْد طَوْلاً مِنْكَ .
حَمْداً : يَجِبُ لِكَرَمِ وَجْهِكَ ، وَيُقَابِلُ عِزَّ جَلاَلِكَ .

 رَبِّ صَلِّ : عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد :
 الْمُنْتَجَبِ ، الْمُصْطَفَى ، الْمُكَرَّمِ ، الْمُقَرَّبِ ، أَفْضَلَ صَلَوَاتِكَ ، وَبارِكْ عَلَيْهِ أَتَمَّ بَرَكاتِكَ ، وَتَرَحَّمْ عَلَيْهِ أَمْتَعَ رَحَمَاتِكَ .
 رَبِّ صَلِّ : عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، صَلاَةً زَاكِيَةً ، لاَ تَكُونُ صَلاَةٌ أَزْكَى مِنْهَا ، وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاَةً نَامِيَةً ، لاَ تَكُونُ صَلاةٌ أَنْمَى مِنْهَا ، وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً رَاضِيَةً ، لاَ تَكُونُ صَلاةٌ فَوْقَهَا .
رَبِّ صَلِّ : عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، صَلاَةً تُرْضِيهِ وَتَزِيدُ عَلَى رِضَاهُ ، وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاَةً تُرْضِيكَ وَتَزِيدُ عَلَى رِضَاكَ لَهُ ، وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاَةً لاَ تَرْضَى لَهُ إلاَّ بِهَا ، وَلاَ تَرى غَيْرَهُ لَهَا أَهْلاً .
رَبِّ صَلِّ : عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، صَلاَةً تُجَاوِزُ رِضْوَانَكَ ، وَيَتَّصِلُ اتِّصَالُهَا بِبَقَآئِكَ ، وَلاَ يَنْفَدُ كَمَا لاَ تَنْفَدُ كَلِماتُكَ .
 رَبِّ صَلِّ : عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، صَلاَةً تَنْتَظِمُ صَلَوَاتِ مَلائِكَتِكَ وَأَنْبِيآئِكَ وَرُسُلِكَ وَأَهْلِ طَاعَتِكَ ، وَتَشْتَمِلُ عَلَى صَلَوَاتِ عِبَادِكَ مِنْ جِنّكَ وَإنْسِكَ وَأَهْلِ إجَابَتِكَ ، وَتَجْتَمِعُ عَلَى صَلاَةِ كُلِّ مَنْ ذَرَأْتَ وَبَرَأْتَ مِنْ أَصْنَافِ خَلْقِكَ .
رَبِّ صَلِّ : عَلَيْهِ وَآلِهِ ، صَلاَةً تُحِيطُ بِكُلِّ صَلاَة سَالِفَة وَمُسْتَأْنَفَة ، وَصَلِّ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ صَلاَةً مَرْضِيَّةً لَكَ وَلِمَنْ دُونَكَ ، وَتُنْشِئُ مَعَ ذَلِكَ صَلَوَات تُضَاعِفُ مَعَهَا تِلْكَ الصَّلَوَاتِ عِنْدَهَا ، وَتَزِيدُهَا عَلَى كُرُورِ الاَيَّامِ زِيَادَةً فِي تَضَاعِيفَ لاَ يَعُدُّهَا غَيْرُكَ .
رَبِّ صَلِّ : عَلَى أَطَائِبِ أَهْلِ بَيْتِهِ الَّذِينَ اخْتَرْتَهُمْ لأمْرِكَ ، وَجَعَلْتَهُمْ خَزَنَةَ عِلْمِكَ ، وَحَفَظَةَ دِيْنِكَ ، وَخُلَفَآءَكَ فِي أَرْضِكَ ، وَحُجَجَكَ عَلَى عِبَادِكَ ، وَطَهَّرْتَهُمْ مِنَ الرِّجْسِ وَالدَّنَسِ تَطْهِيراً بِإرَادَتِكَ ، وَجَعَلْتَهُمْ الْوَسِيْلَةَ إلَيْكَ وَالْمَسْلَكَ إلَى جَنَّتِكَ .
 رَبِّ صَلِّ : عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، صَلاةً تُجْزِلُ لَهُمْ بِهَا مِنْ تُحَفِكَ وَكَرَامَتِكَ ، وَتُكْمِلُ لَهُمُ الاَشْيَآءَ مِنْ عَطَاياكَ وَنَوَافِلِكَ ، وَتُوَفِّرُ عَلَيْهِمُ الْحَظَّ مِنْ عَوَائِدِكَ وَفَوائِدِكَ . رَبِّ صَلِّ : عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ ، صَلاَةً لاَ أَمَدَ فِي أَوَّلِهَا ، وَلاَ غَايَةَ لأمَدِهَا ، وَلاَ نِهَايَةَ لاِخِرِهَا .
رَبِّ صَلِّ : عَلَيْهِمْ زِنَةَ عَرْشِكَ وَمَا دُونَهُ ، وَمِلءَ سَموَاتِكَ وَمَا فَوْقَهُنَّ ، وَعَدَدَ أَرَضِيْكَ ، وَمَا تَحْتَهُنَّ ، وَمَا بَيْنَهُنَّ ، صَلاَةً تُقَرِّبُهُمْ مِنْكَ زُلْفى ، وَتَكُونُ لَكَ وَلَهُمْ رِضَىً ، وَمُتَّصِلَةٌ بِنَظَائِرِهِنَّ أَبَداً .

 اللَّهُمَّ : إنَّكَ أَيَّدْتَ دِينَكَ فِي كُلِّ أَوَان بِإمَام :
 أَقَمْتَهُ : عَلَماً لِعِبَادِكَ ، وَّمَنارَاً فِي بِلاَدِكَ ، بَعْدَ أَنْ وَصَلْتَ حَبْلَهُ بِحَبْلِكَ ، وَجَعَلْتَهُ الذَّرِيعَةَ إلَى رِضْوَانِكَ ، وَافْتَرَضْتَ طَاعَتَهُ ، وَحَذَّرْتَ مَعْصِيَتَهُ ، وَأَمَرْتَ بِامْتِثَالِ أَمْرِهِ (أوَاِمِرِه) وَالانْتِهَآءِ عِنْدَ نَهْيِهِ ، وَأَلاَّ يَتَقَدَّمَهُ مُتَقَدِّمٌ ، وَلاَ يَتَأَخَّرَ عَنْهُ مُتَأَخِّرٌ .
فَهُوَ : عِصْمَةُ اللاَّئِذِينَ ، وَكَهْفُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَعُرْوَةُ الْمُتَمَسِّكِينَ ، وَبَهَآءُ الْعَالَمِينَ .
اللَّهُمَّ : فَأَوْزِعْ لِوَلِيِّكَ شُكْرَ مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيْهِ ، وَأَوْزِعْنَا مِثْلَهُ فِيهِ ، وَآتِهِ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيراً ، وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسِيراً ، وَأَعِنْهُ بِرُكْنِكَ الاعَزِّ ، وَاشْدُدْ أَزْرَهُ ، وَقَوِّ عَضُدَهُ ، وَرَاعِهِ بِعَيْنِكَ ، وَاحْمِهِ بِحِفْظِكَ ، وَانْصُرْهُ بِمَلائِكَتِكَ ، وَامْدُدْهُ بِجُنْدِكَ الاَغْلَبِ ، وَأَقِمْ بِهِ كِتَابَكَ وَحُدُودَكَ ، وَشَرَائِعَكَ وَسُنَنَ رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ اللَّهُمَّ عَلَيْهِ وَآلِهِ .
وَأَحْيِ بِهِ : مَا أَمَاتَهُ الظَّالِمُونَ مِنْ مَعَالِمِ دِينِكَ ، وَاجْلُ بِهِ صَدَأَ الْجَوْرِ عَنْ طَرِيقَتِكَ ، وَأَبِنْ بِهِ الضَّرَّآءَ مِنْ سَبِيلِكَ ، وَأَزِلْ بِهِ النَّاكِبِينَ عَنْ صِرَاطِكَ ، وَامْحَقْ بِهِ بُغَاةَ قَصْدِكَ عِوَجاً ، وَأَلِنْ جَانِبَهُ لاَِوْلِيَآئِكَ ، وَابْسُطْ يَدَهُ عَلَى أَعْدَائِكَ .
وَهَبْ لَنا : رَأْفَتَهُ وَرَحْمَتَهُ ، وَتَعَطُّفَهُ وَتَحَنُّنَهُ ، وَاجْعَلْنَا لَهُ سَامِعِينَ مُطِيعِينَ ، وَفِي رِضَاهُ سَاعِينَ ، وَإلَى نُصْرَتِهِ وَالْمُدَافَعَةِ عَنْهُ مُكْنِفِينَ ، وَإلَيْكَ وَإلَى رَسُولِكَ صَلَواتُكَ اللَّهُمَّ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِذَلِكَ مُتَقَرِّبِينَ .

 اللَّهُمَّ : وَصَلِّ عَلَى أَوْلِيآئِهِمُ :
الْمُعْتَرِفِينَ بِمَقَامِهِمْ : الْمُتَّبِعِينَ مَنْهَجَهُمْ ، الْمُقْتَفِيْنَ آثَارَهُمْ ، الْمُسْتَمْسِكِينَ بِعُرْوَتِهِمْ ، الْمُتَمَسِّكِينَ بِوَلاَيَتِهِمْ ، الْمُؤْتَمِّينَ بِإمَامَتِهِمْ ، الْمُسَلِّمِينَ لاَِمْرِهِمْ ، الْمُجْتَهِدِيْنَ فِي طاعَتِهِمْ ، الْمُنْتَظِرِيْنَ أَيَّامَهُمْ ، الْمَادِّينَ إلَيْهِمْ أَعْيُنَهُمْ ، الصَّلَوَاتِ الْمُبَارَكَاتِ الزَّاكِيَاتِ النَّامِيَاتِ الغَادِيَاتِ، الرَّائِماتِ.
وَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ : وَعَلَى أَرْوَاحِهِمْ ، وَاجْمَعْ عَلَى التَّقْوَى أَمْرَهُمْ ، وَأَصْلِحْ لَهُمْ شُؤُونَهُمْ ، وَتُبْ عَلَيْهِمْ ، إنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ، وَخَيْرُ الْغَافِرِينَ ، وَاجْعَلْنَا مَعَهُمْ فِي دَارِ السَّلاَمِ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

 اللَّهُمَّ : هَذَا يَوْمُ عَرَفَةَ :
يَوْمٌ شَرَّفْتَهُ وَكَرَّمْتَهُ وَعَظَّمْتَهُ ، نَشَرْتَ فِيهِ رَحْمَتَكَ ، وَمَنَنْتَ فِيهِ بِعَفْوِكَ ، وَأَجْزَلْتَ فِيهِ عَطِيَّتَكَ ، وَتَفَضَّلْتَ بِهِ عَلَى عِبَادِكَ .

اللَّهُمَّ : وَأَنَا عَبْدُكَ :
الَّذِي : أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ قَبْلَ خَلْقِكَ لَهُ ، وَبَعْدَ خَلْقِكَ إيَّاهُ ، فَجَعَلْتَهُ مِمَّنْ هَدَيْتَهُ لِدِينِكَ ، وَوَفَّقْتَهُ لِحَقِّكَ ، وَعَصَمْتَهُ بِحَبْلِكَ ، وَأَدْخَلْتَهُ فِيْ حِزْبِكَ ، وَأَرْشَدْتَهُ لِمُوَالاَةِ أَوْليآئِكَ ، وَمُعَادَاةِ أَعْدَائِكَ .
ثُمَّ أَمَرْتَهُ : فَلَمْ يَأْتَمِرْ ، وَزَجَرْتَهُ فَلَمْ يَنْزَجِرْ ، وَنَهَيْتَهُ عَنْ مَعْصِيَتِكَ فَخَالَفَ أَمْرَكَ إلَى نَهْيِكَ ، لاَ مُعَانَدَةً لَكَ وَلاَ اسْتِكْبَاراً عَلَيْكَ ، بَلْ دَعَاهُ هَوَاهُ إلَى مَا زَيَّلْتَهُ ، وَإلَى مَا حَذَّرْتَهُ ، وَأَعَانَهُ عَلَى ذالِكَ عَدُوُّكَ وَعَدُوُّهُ ، فَأَقْدَمَ عَلَيْهِ عَارِفاً بِوَعِيْدِكَ ، رَاجِياً لِعَفْوِكَ ، وَاثِقاً بِتَجَاوُزِكَ ، وَكَانَ أَحَقَّ عِبَادِكَ ـ مَعَ مَا مَنَنْتَ عَلَيْهِ ـ أَلاَّ يَفْعَلَ .
وَهَا أَنَا ذَا : بَيْنَ يَدَيْكَ صَاغِراً ، ذَلِيلاً ، خَاضِعَاً ، خَاشِعاً ، خَائِفَاً ، مُعْتَرِفاً بِعَظِيم مِنَ الذُّنُوبِ تَحَمَّلْتُهُ ، وَجَلِيْل مِنَ الْخَطَايَا اجْتَرَمْتُهُ ، مُسْتَجِيراً بِصَفْحِكَ ، لائِذاً بِرَحْمَتِكَ ، مُوقِناً أَنَّهُ لاَ يُجِيرُنِي مِنْكَ مُجِيرٌ ، وَلاَ يَمْنَعُنِي مِنْكَ مَانِعٌ .
 فَعُدْ عَلَيَّ : بِمَا تَعُودُ بِهِ عَلَى مَنِ اقْتَرَفَ مِنْ تَغَمُّدِكَ ، وَجُدْ عَلَيَّ بِمَا تَجُودُ بِهِ عَلَى مَنْ أَلْقَى بِيَدِهِ إلَيْكَ مِنْ عَفْوِكَ ، وَامْنُنْ عَلَيَّ بِمَا لاَ يَتَعَاظَمُكَ أَنْ تَمُنَّ بِهِ عَلَى مَنْ أَمَّلَكَ مِنْ غُفْرَانِكَ ، وَاجْعَلْ لِي فِي هَذَا الْيَوْمِ نَصِيباً أَنَالُ بِهِ حَظّاً مِنْ رِضْوَانِكَ ، وَلاَ تَرُدَّنِي صِفْراً مِمَّا يَنْقَلِبُ بِهِ الْمُتَعَبِّدُونَ لَكَ مِنْ عِبَادِكَ .

وَإنِّي : وَإنْ لَمْ أُقَدِّمْ مَا قَدَّمُوهُ مِنَ الصَّالِحَاتِ ، فَقَد قَدَّمْتُ تَوْحِيدَكَ ، وَنَفْيَ الاَضْدَادِ وَالاَنْدَادِ وَالاشْبَاهِ عَنْكَ ، وَأَتَيْتُكَ مِنَ الاَبْوَابِ الَّتِي أَمَرْتَ أَنْ تُؤْتى مِنْها ، وَتَقَرَّبْتُ إلَيْكَ بِمَا لاَ يَقْرُبُ بِهِ ، أَحَدٌ مِنْكَ إلاَّ بِالتَّقَرُّبِ بِهِ .
 ثُمَّ أَتْبَعْتُ ذلِكَ : بِالاِنابَةِ إلَيْكَ ، وَالتَّذَلُّلِ وَالاسْتِكَانَةِ لَكَ ، وَحُسْنِ الظَّنِّ بِكَ ، وَالثِّقَةِ بِمَا عِنْدَكَ ، وَشَفَعْتُهُ بِرَجآئِكَ الَّذِي قَلَّ مَا يَخِيبُ عَلَيْهِ رَاجِيْكَ .
وَسَأَلْتُكَ : مَسْأَلَةَ الْحَقِيرِ الذّلِيلِ ، الْبَائِسِ الْفَقِيْرِ ، الْخَائِفِ الْمُسْتَجِيرِ .
 وَمَعَ ذَلِكَ : خِيفَةً وَتَضَرُّعاً ، وَتَعَوُّذاً وَتَلَوُّذاً ، لاَ مُسْتَطِيلاً بِتَكبُّرِ الْمُتَكَبِّرِينَ ، وَلاَ مُتَعَالِياً بِدالَّةِ الْمُطِيعِينَ ، وَلاَ مُسْتَطِيلاً بِشَفَاعَةِ الشَّافِعِينَ .
وَأَنَا بَعْدُ : أَقَلُّ الاَقَلِّيْنَ ، وَأَذَلُّ الاَذَلِّينَ ، وَمِثْلُ الذَّرَّةِ أَوْ دُونَهَا .
 فَيَا مَنْ : لَمْ يَعَاجِلِ الْمُسِيئِينَ ، وَلاَ يَنْدَهُ الْمُتْرَفِينَ ، وَيَا مَنْ يَمُنُّ بِإقَالَةِ الْعَاثِرِينَ ، وَيَتَفَضَّلُ بإنْظَارِ الْخَاطِئِينَ .
 أَنَا الْمُسِيءُ : الْمُعْتَرِفُ الْخَاطِئُ الْعَاثِرُ ، أَنَا الَّذِيْ أَقْدَمَ عَلَيْكَ مُجْتَرِئاً ، أَنَا الَّذِي عَصَاكَ مُتَعَمِّداً ، أَنَا الَّذِي اسْتَخْفى مِنْ عِبَادِكَ وَبَارَزَكَ ، أَنَا الَّذِي هَابَ عِبَادَكَ وَأَمِنَكَ ، أَنَا الَّذِي لَمْ يَرْهَبْ سَطْوَتَكَ وَلَمْ يَخَفْ بَأْسَكَ ، أَنَا الْجَانِي عَلَى نَفْسِهِ، أَنَا الْمُرْتَهَنُ بِبَلِيَّتِهِ ، أَنَا الْقَلِيلُ الْحَيَاءِ ، أَنَا الطَّوِيلُ الْعَنآءِ.
بِحَقِّ مَنِ انْتَجَبْتَ : مِنْ خَلْقِكَ ، وَبِمَنِ اصْطَفَيْتَهُ لِنَفْسِكَ ، بِحَقِّ مَنِ اخْتَرْتَ مِنْ بَريَّتِكَ ، وَمَنِ اجْتَبَيْتَ لِشَأْنِكَ ، بِحَقِّ مَنْ وَصَلْتَ طَاعَتَهُ بِطَاعَتِكَ ، وَمَنْ جَعَلْتَ مَعْصِيَتَهُ كَمَعْصِيَتِكَ ، بِحَقِّ مَنْ قَرَنْتَ مُوَالاَتَهُ بِمُوالاتِكَ ، وَمَنْ نُطْتَ مُعَادَاتَهُ بِمُعَادَاتِكَ .
 تَغَمَّدْنِي فِي يَوْمِيَ هَذَا : بِمَا تَتَغَمَّدُ بِهِ مَنْ جَارَ إلَيْكَ مُتَنَصِّلاً ، وَعَاذَ بِاسْتِغْفَارِكَ تَائِباً ، وَتَوَلَّنِي بِمَا تَتَوَلَّى بِهِ أَهْلَ طَاعَتِكَ ، وَالزُّلْفَى لَدَيْكَ ، وَالْمَكَانَةِ مِنْكَ ، وَتَوَحَّدْنِي بِمَا تَتَوَحَّدُ بِهِ مَنْ وَفى بِعَهْدِكَ ، وَأَتْعَبَ نَفْسَهُ فِيْ ذَاتِكَ ، وَأَجْهَدَهَا فِي مَرْضَاتِكَ .
وَلاَ تُؤَاخِذْنِي : بِتَفْرِيطِيْ فِي جَنْبِكَ ، وَتَعَدِّي طَوْرِيْ فِي حُدودِكَ ، وَمُجَاوَزَةِ أَحْكَامِكَ ، وَلاَ تَسْتَدْرِجْنِي بِإمْلائِكَ لِي،  اسْتِدْرَاجَ مَنْ مَنَعَنِي خَيْرَ مَا عِنْدَهُ ، وَلَمْ يَشْرَكْكَ فِي حُلُولِ نِعْمَتِهِ بِي .
 وَنَبِّهْنِي : مِنْ رَقْدَةِ الْغَافِلِينَ ، وَسِنَةِ الْمُسْرِفِينَ ، وَنَعْسَةِ الْمَخْذُولِينَ .
 وَخُذْ بِقَلْبِي : إلَى مَا اسْتَعْمَلْتَ بِهِ القَانِتِيْنَ ، وَاسْتَعْبَدْتَ بِهِ الْمُتَعَبِّدِينَ ، وَاسْتَنْقَذْتَ بِهِ الْمُتَهَاوِنِينَ .
وَأَعِذْنِي : مِمَّا يُبَاعِدُنِي عَنْكَ ، وَيَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ حَظِّي مِنْكَ ، وَ يَصُدُّنِي عَمَّا أُحَاوِلُ لَدَيْكَ .
 وَسَهِّلْ لِي : مَسْلَكَ الْخَيْرَاتِ إلَيْكَ ، وَالْمُسَابَقَةِ إلَيْهَا مِنْ حَيْثُ أَمَرْتَ ، وَالْمُشَاحَّةَ فِيهَا عَلَى مَا أَرَدْتَ .
وَلاَ تَمْحَقْنِي : فِيمَنْ تَمْحَقُ مِنَ الْمُسْتَخِفِّينَ بِمَا أَوْعَدْتَ ، وَلاَ تُهْلِكْنِي مَعَ مَنْ تُهْلِكُ مِنَ الْمُتَعَرِّضِينَ لِمَقْتِكَ ، وَلاَ تُتَبِّرْني فِيمَنْ تُتَبِّرُ مِنَ الْمُنْحَرِفِينَ عَنْ سُبُلِكَ .
وَنَجِّنِيْ : مِنْ غَمَرَاتِ الْفِتْنَةِ ، وَخَلِّصْنِي مِنْ لَهَوَاتِ الْبَلْوى ، وَأَجِرْنِي مِنْ أَخْذِ الاِمْلاءِ ، وَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ عَدُوٍّ يُضِلُّنِي ، وَهَوىً يُوبِقُنِي ، وَمَنْقَصَة تَرْهَقُنِي .
وَلاَ تُعْرِضْ عَنِّي : إعْرَاضَ مَنْ لاَ تَرْضَى عَنْهُ بَعْدَ غَضَبِكَ ، وَلاَ تُؤْيِسْنِي مِنَ الامَلِ فِيكَ ، فَيَغْلِبَ عَلَيَّ الْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَتِكَ ، وَلاَ تَمْنَحْنِي بِمَا لاَ طَاقَةَ لِيْ بِهِ ، فَتَبْهَظَنِي مِمَّا تُحَمِّلُنِيهِ مِنْ فَضْلِ مَحَبَّتِكَ ، وَلاَ تُرْسِلْنِي مِنْ يَدِكَ إرْسَالَ مَنْ لاَ خَيْرَ فِيهِ ، وَلاَ حَاجَةَ بِكَ إلَيْهِ ، وَلاَ إنابَةَ لَهُ ، وَلاَ تَرْمِ بِيَ رَمْيَ مَنْ سَقَطَ مِنْ عَيْنِ رِعَايَتِكَ ، وَمَنِ اشْتَمَلَ عَلَيْهِ الْخِزْيُ مِنْ عِنْدِكَ .
بَلْ خُذْ بِيَدِيْ : مِنْ سَقْطَةِ الْمُتَرَدِّدِينَ ، وَوَهْلَةِ الْمُتَعَسِّفِيْنَ ، وَزَلّةِ الْمَغْرُورِينَ ، وَوَرْطَةِ الْهَالِكِينَ ، وَعَافِنِي مِمَّا ابْتَلَيْتَ بِهِ طَبَقَاتِ عَبِيدِكَ وَإمآئِكَ ، وَبَلِّغْنِي مَبَالِغَ مَنْ عُنِيتَ بِهِ ، وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ ، وَرَضِيتَ عَنْهُ ، فَأَعَشْتَهُ حَمِيداً ، وَتَوَفَّيْتَهُ سَعِيداً .
وَطَوِّقْنِي : طَوْقَ الاِقْلاَعِ عَمَّا يُحْبِطُ الْحَسَنَاتِ ، وَيَذْهَبُ بِالْبَرَكَاتِ ، وَأَشْعِرْ قَلْبِيَ الازْدِجَارَ عَنْ قَبَائِحِ السَّيِّئاتِ ، وَفَوَاضِحِ الْحَوْبَاتِ ، وَلاَ تَشْغَلْنِي بِمَا لاَ أُدْرِكُهُ إلاَّ بِكَ  عَمَّا لا َ يُرْضِيْكَ عَنِّي غَيْرُهُ .
وَانْزَعْ مِنْ قَلْبِي : حُبَّ دُنْيَا دَنِيَّة تَنْهى عَمَّا عِنْدَكَ ، وَتَصُدُّ عَنِ ابْتِغَآءِ الْوَسِيلَةِ إلَيْكَ ، وَتُذْهِلُ عَنِ التَّقَرُبِ مِنْكَ .
وَزَيِّنَ لِيَ : التَّفَرُّدَ بِمُنَاجَاتِكَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، وَهَبْ لِي عِصْمَةً تُدْنِينِي مِنْ خَشْيَتِكَ ، وَتَقْطَعُنِي عَنْ رُكُوبِ مَحَارِمكَ ، وَتَفُكُّنِي مِنْ أَسْرِ الْعَظَائِمِ ، وَهَبْ لِي التَّطْهِيرَ مِنْ دَنَسِ الْعِصْيَانِ ، وَأَذْهِبْ عَنِّي دَرَنَ الْخَطَايَا ، وَسَرْبِلْنِي بِسِرْبالِ عَافِيَتِكَ ، وَرَدِّنِي رِدَآءَ مُعَافاتِكَ ، وَجَلِّلْنِي سَوابِغَ نَعْمَائِكَ ، وَظَاهِرْ لَدَيَّ فَضْلَكَ وَطَوْلَكَ ، وَأَيْدْنِي بِتَوْفِيقِكَ وَتَسْدِيْدِكَ ، وَأَعِنِّي عَلَى صالِحِ النِّيَّةِ وَمَرْضِيِّ الْقَوْلِ وَمُسْتَحْسَنِ الْعَمَلِ .
 وَلاَ تَكِلْنِي : إلَى حَوْلِي وَقُوَّتِي دُونَ حَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ ، وَلاَ تَخْزِنِي يَوْمَ تَبْعَثُنِي لِلِقائِكَ ، وَلاَ تَفْضَحْنِي بَيْنَ يَدَيْ أَوْلِياِئكَ ، وَلاَ تُنْسِنِي ذِكْرَكَ ، وَلاَ تُذْهِبْ عَنِّي شُكْرَكَ ، بَلْ أَلْزِمْنِيهِ فِي أَحْوَالِ السَّهْوِ عِنْدَ غَفَلاَتِ الْجَاهِلِينَ لاِلائِكَ ، وَأَوْزِعْنِي أَنْ أُثْنِيَ بِمَا أَوْلَيْتَنِيهِ ، وَأَعْتَرِفِ بِمَا أَسْدَيْتَهُ إلَيَّ ، وَاجْعَلْ رَغْبَتِي إلَيْكَ فَوْقَ رَغْبَةِ الْرَّاغِبِينَ ، وَحَمْدِي إيَّاكَ فَوْقَ حَمْدِ الْحَامِدِيْنَ ، وَلاَ تَخْذُلْنِي عِنْدَ فاقَتِي إلَيْكَ ، وَلاَ تُهْلِكْنِي بِمَا أَسْدَيْتُهُ إلَيْكَ ، وَلاَ تَجْبَهْنِي بِمَا جَبَهْتَ بِهِ الْمَعَانِدِينَ لَكَ
 فَإنِّي لَكَ مُسَلِّمٌ : أَعْلَمُ أَنَّ الْحُجَّةَ لَكَ ، وَأَنَّكَ أَوْلَى بِالْفَضْلِ ، وَأَعْوَدُ بِالاحْسَانِ ، وَأَهْلُ التَّقْوَى ، وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ، وَأَنَّكَ بِأَنْ تَعْفُوَ أَوْلَى مِنْكَ بِأَنْ تُعَاقِبَ ، وَأَنَّكَ بِأَنْ تَسْتُرَ أَقْرَبُ مِنْكَ إلَى أنْ تَشْهَرَ ، فَأَحْيِنِي حَياةً طَيِّبَةً تَنْتَظِمُ بِما أُرِيدُ ، وَتَبْلُغُ مَا أُحِبُّ ، مِنْ حَيْثُ لاَ آتِي مَا تَكْرَهُ ، وَلاَ أَرْتَكِبُ مَا نَهَيْتَ عَنْهُ .
 وَأَمِتْنِي : مِيْتَةَ مَنْ يَسْعَى نُورُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَعَنْ يِمِيِنهِ .
 وَذَلِّلْنِي بَيْنَ يَدَيْكَ : وَأَعِزَّنِيْ عِنْدَ خَلْقِكَ ، وَضَعْنِي إذَا خَلَوْتُ بِكَ ، وَارْفَعْنِي بَيْنَ عِبادِكَ ، وَأَغْنِنِي عَمَّنْ هُوَ غَنِيٌّ عَنِّي ، وَزِدْنِي إلَيْكَ فَاقَةً وَفَقْراً ، وَأَعِذْنِي مِنْ شَمَاتَةِ الاَعْدَاءِ ، وَمِنْ حُلُولِ الْبَلاءِ ، وَمِنَ الذُّلِّ وَالْعَنَآءِ .
 تَغَمَّدْنِي : فِيمَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنِّي ، بِمَا يَتَغَمَّدُ بِهِ الْقَادِرُ عَلَى الْبَطْشِ لَوْلاَ حِلْمُهُ ، وَالاخِذُ عَلَى الْجَرِيرَةِ لَوْلاَ أَناتُهُ ، وَإذَا أَرَدْتَ بِقَوْم فِتْنَةً أَوْ سُوءً فَنَجِّنِي مِنْهَا لِواذاً بِكَ ، وَإذْ لَمْ تُقِمْنِي مَقَامَ فَضِيحَة فِي دُنْيَاكَ فَلاَ تُقِمْنِي مِثْلَهُ فِيْ آخِرَتِكَ ، وَاشْفَعْ لِي أَوَائِلَ مِنَنِكَ بِأَوَاخِرِهَا ، وَقَدِيمَ فَوَائِدِكَ بِحَوَادِثِهَا.
وَلاَ تَمْدُدْ لِيَ : مَدّاً يَقْسُو مَعَهُ قَلْبِي ، وَلاَ تَقْرَعْنِي قَارِعَةً يَذْهَبُ لَها بَهَآئِي ، وَلاَ تَسُمْنِي خَسِيْسَةً يَصْغُرُ لَهَا قَدْرِي ، وَلاَ نَقِيصَةً يُجْهَلُ مِنْ أَجْلِهَا مَكَانِي ، وَلاَ تَرُعْنِي رَوْعَةً أُبْلِسُ بِهَا ، وَلاَ خِيْفةً أوجِسُ دُونَهَا .
اجْعَلْ هَيْبَتِي : في وَعِيدِكَ ، وَحَذَرِي مِنْ إعْذارِكَ وَإنْذَارِكَ ، وَرَهْبَتِي عِنْدَ تِلاَوَةِ آياتِكَ ، وَاعْمُرْ لَيْلِي بِإيقَاظِي فِيهِ لِعِبَادَتِكَ ، وَتَفَرُّدِي بِالتَّهَجُّدِ لَكَ ، وَتَجَرُّدِي بِسُكُونِي إلَيْكَ ، وَإنْزَالِ حَوَائِجِي بِكَ ، وَمُنَازَلَتِي إيَّاكَ فِي فَكَاكِ رَقَبَتِي مِنْ نَارِكَ ، وَإجَارَتِي مِمَّا فِيهِ أَهْلُهَا مِنْ عَذَابِكَ .
وَلاَ تَذَرْنِي : فِي طُغْيَانِي عَامِهاً ، وَلاَ فِي غَمْرَتِي سَاهِياً حَتَّى حِين ، وَلاَ تَجْعَلْنِي عِظَةً لِمَنِ اتَّعَظَ ، وَلاَ نَكَالاً لِمَنِ اعْتَبَرَ ، وَلاَ فِتْنَةً لِمَن نَظَرَ ، وَلاَ تَمْكُرْ بِيَ فِيمَنْ تَمْكُرُ بِهِ ، وَلاَ تَسْتَبْدِلْ بِيَ غَيْرِي ، وَلاَ تُغَيِّرْ لِيْ إسْماً ، وَلاَ تُبدِّلْ لِي جِسْماً ، وَلاَ تَتَّخِذْنِي هُزُوَاً لِخَلْقِكَ ، وَلاَ سُخْرِيّاً لَكَ ، وَلاَ تَبَعاً إلاَّ لِمَرْضَاتِكَ ، وَلاَ مُمْتَهَناً إلاَّ بِالانْتِقَامِ لَكَ .
وَأَوْجِدْنِي : بَرْدَ عَفْوِكَ ، و حَلاَوَةَ رَحْمَتِكَ ، وَرَوْحِكَ وَرَيْحَانِكَ ، وَجَنَّةِ نَعِيْمِكَ ، وَأَذِقْنِي طَعْمَ الْفَرَاغِ لِمَا تُحِبُّ بِسَعَة مِنْ سَعَتِكَ ، وَالاجْتِهَادِ فِيمَا يُزْلِفُ لَدَيْكَ وَعِنْدَك ، وَأَتْحِفْنِي بِتُحْفَة مِنْ تُحَفَاتِكَ ، وَاجْعَلْ تِجَارَتِي رَابِحَةً ، وَكَرَّتِي غَيْرَ خَاسِرَة ، وَأَخِفْنِي مَقَامَكَ ، وَشَوِّقْنِي لِقاءَكَ .
وَتُبْ عَلَيَّ : تَوْبَةً نَصُوحاً ، لاَ تُبْقِ مَعَهَا ذُنُوباً صِغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً ، وَلاَ تَذَرْ مَعَهَا عَلاَنِيَةً وَلاَ سَرِيرَةً ، وَانْزَعِ الْغِلَّ مِنْ صَدْرِي لِلْمُؤْمِنِينَ ، وَاعْطِفْ بِقَلْبِي عَلَى الْخَاشِعِيْنَ .
وَكُنْ لِي : كَمَا تَكُونُ لِلصَّالِحِينَ ، وَحَلِّنِي حِلْيَةَ الْمُتَّقِينَ ، وَاجْعَلْ لِيَ لِسَانَ صِدْق فِي الْغَابِرِيْنَ ، وَذِكْراً نامِياً فِي الاخِرِينَ ، وَوَافِ بِيَ عَرْصَةَ الاَوَّلِينَ ، وَتَمِّمْ سُبُوغَ نِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَظَاهِرْ كَرَامَاتِهَا لَدَيَّ ، امْلاْ مِنْ فَوَائِدِكَ يَدَيَّ ، وَسُقْ كَرَائِمَ مَوَاهِبِكَ إلَيَّ .
وَجَاوِرْ بِيَ : الاَطْيَبِينَ مِنْ أَوْلِيَآئِكَ ، فِي الْجِنَاْنِ الَّتِي زَيَّنْتَهَا لاَِصْفِيآئِكَ ، وَجَلِّلْنِي شَرَآئِفَ نِحَلِكَ فِي الْمَقَامَاتِ الْمُعَدَّةِ لاَِحِبَّائِكَ ، وَاجْعَلْ لِيَ عِنْدَكَ مَقِيْلاً آوِي إلَيْهِ مُطْمَئِنّاً ، وَمَثابَةً أَتَبَوَّأُهَا وَأَقَرُّ عَيْناً .
 وَلاَ تُقَايِسْنِي : بِعَظِيمَاتِ الْجَرَائِرِ ، وَلاَ تُهْلِكْنِي يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ ، وَأَزِلْ عَنِّي كُلَّ شَكٍّ وَشُبْهَة .
وَاجْعَلْ لِي : فِي الْحَقِّ طَرِيقاً مِنْ كُلِّ رَحْمَة ، وأَجْزِلْ لِي قِسَمَ الْمَواهِبِ مِنْ نَوَالِكَ ، وَوَفِّرْ عَلَيَّ حُظُوظَ الاِحْسَانِ مِنْ إفْضَالِكَ ، وَاجْعَلْ قَلْبِي وَاثِقاً بِمَا عِنْدَكَ ، وَهَمِّيَ مُسْتَفْرَغاً لِمَا هُوَ لَكَ ، وَاسْتَعْمِلْنِي بِما تَسْتَعْمِلُ بِهِ خَالِصَتَكَ ، وَأَشْرِبْ قَلْبِي عِنْدَ ذُهُولِ العُقُولِ طَاعَتَكَ .
 وَاجْمَعْ لِي : الْغِنى ، وَالْعَفَافَ ، وَالدَّعَةَ ، وَالْمُعَافَاةَ ، وَالصِّحَّةَ ، وَالسَّعَةَ ، وَالطُّمَأْنِيْنَةَ ، وَالْعَافِيَةَ .
وَلاَ تُحْبِطْ : حَسَنَاتِي بِمَا يَشُوبُهَا مِنْ مَعْصِيَتِكَ ، وَلاَ خَلَواتِي بِمَا يَعْرِضُ لِيَ مِنْ نَزَغَاتِ فِتْنَتِكَ ، وَصُنْ وَجْهِي عَنِ الطَّلَبِ إلَى أَحَد مِنَ الْعَالَمِينَ ، وَذُبَّنِي عَنِ التِماسِ مَا عِنْدَ الفَاسِقِينَ ، وَلاَ تَجْعَلْنِي لِلظَّالِمِينَ ظَهِيراً ، وَلاَ لَهُمْ عَلى مَحْوِ كِتَابِكَ يَداً وَنَصِيراً .
وَحُطْنِي : مِنْ حَيْثُ لاَ أَعْلَمُ ، حِيَاطَةً تَقِيْنِي بِهَا ، وَافْتَحْ لِيَ أَبْوَابَ تَوْبَتِكَ ، وَرَحْمَتِكَ وَرَأْفَتِكَ ، وَرِزْقِكَ الواسِعِ ، إنِّي إلَيْكَ مِنَ الرَّاغِبِينَ .
 وَأَتْمِمْ لِي إنْعَامَكَ : إنَّكَ خَيْرُ الْمُنْعِمِيْنَ ، وَاجْعَلْ باقِيَ عُمْرِيْ فِي الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ ابْتِغَآءَ وَجْهِكَ يَاربَّ الْعَالَمِينَ ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ ، وَالسَّلاَمُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَبَدَ الابِدِينَ .





+
+





تسبيح يوم عرفة
تسبيح وتحميد وتهليل وتكبير

وفي البلد الأمين : و ينبغي أن يقول هذا التسبيح بعد ذلك ، و ثوابه لا يحصى كثرة تركناه اختصارا ، و هو :
سُبْحَانَ اللَّهِ  : قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ ، وَ سُبْحَانَ اللَّهِ بَعْدَ كُلِّ أَحَدٍ .
وَ سُبْحَانَ اللَّهِ : مَعَ كُلِّ أَحَدٍ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ يَبْقَى رَبُّنَا وَ يَفْنَى كُلُّ أَحَدٍ.
وَ سُبْحَانَ اللَّهِ : تَسْبِيحاً يَفْضُلُ تَسْبِيحَ الْمُسَبِّحِينَ ، فَضْلًا كَثِيراً قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ .
وَ سُبْحَانَ اللَّهِ : تَسْبِيحاً يَفْضُلُ تَسْبِيحَ الْمُسَبِّحِينَ ، فَضْلًا كَثِيراً بَعْدَ كُلِّ أَحَدٍ .
وَ سُبْحَانَ اللَّهِ : تَسْبِيحاً يَفْضُلُ تَسْبِيحَ الْمُسَبِّحِينَ ، فَضْلًا كَثِيراً مَعَ كُلِّ أَحَدٍ .
وَ سُبْحَانَ اللَّهِ : تَسْبِيحاً يَفْضُلُ تَسْبِيحَ الْمُسَبِّحِينَ ، فَضْلًا كَثِيراً ، لِرَبِّنَا الْبَاقِي وَ يَفْنَى كُلُّ أَحَدٍ .
وَ سُبْحَانَ اللَّهِ : تَسْبِيحاً لَا يُحْصَى وَ لَا يُدْرَى ، وَ لَا يُنْسَى وَ لَا يَبْلَى ، وَ لَا يَفْنَى  وَ لَا يَكُونُ لَهُ مُنْتَهًى .
وَ سُبْحَانَ اللَّهِ : تَسْبِيحاً يَدُومُ بِدَوَامِهِ ، وَ يَبْقَى بِبَقَائِهِ  ، فِي سِنِي الْعَالَمِينَ ، وَ شُهُورِ الدُّهُورِ  وَ أَيَّامِ‏ الدُّنْيَا ، وَ سَاعَاتِ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ .
وَ سُبْحَانَ اللَّهِ : أَبَداً الْأَبَدِ وَ مَعَ الْأَبَدِ ، مِمَّا لَا يُحْصِيهِ الْعَدَدُ ، وَ لَا يُفْنِيهِ الْأَمَدُ ، وَ لَا يَقْطَعُهُ الْأَبَدُ ، وَ تَبَارَكَ‏ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ‏ .
ثم قل : و الحمد لله قبل كل أحد إلى آخره ، كما مر في التسبيح غير أنك تبدل لفظ التسبيح بالتحميد ، و كذلك تقول:  لا إله إلا الله ، و الله أكبر  .
+
+







الدعاء الثامن والأربعون
وكان من دعائه عليه السلام
يوم الاضحى ويوم الجمعة

اللَّهُمَّ : هَذَا يَوْمٌ مُبَارَكٌ مَيْمُونٌ ، وَالمُسْلِمُونَ فِيْهِ مُجْتَمِعُونَ فِي أَقْطَارِ أَرْضِكَ، يَشْهَدُ السَّائِلُ مِنْهُمْ وَالطَّالِبُ وَالرَّاغِبُ وَالرَّاهِبُ ، وَأَنْتَ النَّاظِرُ فِي حَوَائِجِهِمْ .
 فَأَسْأَلُكَ : بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ ، وَهَوَانِ مَا سَأَلْتُكَ عَلَيْكَ ، أَنْ تُصَلِّىَ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ .
 وَأَسْأَلُكَ : اللَّهُمَّ رَبَّنَا ، بِأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ ، وَلَكَ الْحَمْدَ ، لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ ، الْحَنَّانُ الْمَنَّانُ ، ذُو الْجَلاَلِ وَالاِكْرَامِ ، بَدِيْعُ السَّمواتِ وَالاَرْضِ ، مَهْمَا قَسَمْتَ بَيْنَ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ ، مِنْ خَيْر أَوْ عَافِيَة أَوْ بَرَكَة أَوْ هُدىً ، أَوْ عَمَل بِطَاعَتِكَ ، أَوْ خَيْر تَمُنُّ بِهِ عَلَيْهِمْ ، تَهْدِيهِمْ بِهِ إلَيْكَ ، أَوْ تَرْفَعُ لَهُمْ عِنْدَكَ دَرَجَةً ، أَوْ تُعْطِيْهِمْ بِهِ خَيْراً مِنْ خَيْر الدُّنْيَا وَالاخِرَةِ ، أَنْ تُوَفِّرَ حَظِّي وَ نَصِيبِي مِنْهُ .
 أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ : بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ ، لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ ، وَحَبِيبِكَ وَصَفْوَتِكَ ، وَخِيَاراتِكَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّد الاَبْرَارِ الطَّاهِرِينَ الاَخْيَارِ ، صَلاَةً لاَ يَقْوَى عَلَى إحْصَائِهَا إلاَّ أَنْتَ ، وَأَنْ تُشْرِكَنَا فِي صَالِحِ مَنْ دَعَاكَ فِي هَذَا اليَوْمِ مِنْ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ ، يَارَبَّ الْعَالَمِينَ ، وَأَنْ تَغْفِرَ لَنَا وَلَهُمْ ، إنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ .
اللَّهُمَّ : إلَيْكَ تَعَمَّدْتُ بِحَاجَتِي، وَبِكَ أَنْزَلْتُ اليَوْمَ فَقْرِي وَفاقَتِي وَمَسْكَنَتِي ، وَإنِّي بِمَغْفِرَتِكَ وَرَحْمَتِكَ أَوْثَقُ مِنِّيَ بِعَمَلِي ، وَلَمَغْفِرَتُكَ وَرَحْمَتُكَ أَوْسَعُ مِنْ ذُنُوبِي ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَتَوَلَّ قَضَآءَ كُلِّ حَاجَة هِيَ لِيَ بِقُدْرَتِكَ عَلَيْهَا ، وَتَيْسِيرِ ذالِكَ عَلَيْكَ ، وَبِفَقْرِي إلَيْكَ وَغِنَاكَ عَنِّي; فَإنِّي لَمْ أُصِبْ خَيْراً قَطُّ إلاّ مِنْكَ ، وَلَمْ يَصْرِفْ عَنِّي سُوءاً قَطُّ أَحَدٌ غَيْرُكَ ، وَلاَ أَرْجُو لاَِمْرِ آخِرَتِي وَدُنْيَايَ سِوَاكَ .
 اللَّهُمَّ : مَنْ تَهَيَّأَ ، وَتَعَبَّأ وَأَعَدَّ وَاسْتَعَدَّ ، لِوَفادَة إلَى مَخْلُوق ، رَجاءَ رِفْدِهِ وَنَوَافِلِهِ ، وَطَلَبِ نَيْلِهِ وَجَائِزَتِهِ ، فَإلَيْكَ يَا مَوْلاَيَ كَانَتِ الْيَومَ تَهْيِئَتِي وَتَعْبِئَتِي ، وَإعْدَادِي وَاسْتِعْدَادِي ، رَجآءَ عَفْوِكَ وَرِفْدِكَ ، وَطَلَبِ نَيْلِكَ وَجَائِزَتِكَ .
اللَّهُمَّ : فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَلاَ تُخَيِّبِ الْيَوْمَ ذالِكَ مِنْ رَجَائِي ، يَا مَنْ لاَ يُحْفِيهِ سَائِلٌ ، وَلاَ يَنْقُصُهُ نائِلٌ ، فَإنِّي لَمْ آتِكَ ثِقَةً مِنِّي بِعَمَل صَالِح قَدَّمْتُهُ ، وَلاَ شَفَاعَةِ مَخْلُوق رَجَوْتُهُ ، إلاَّ شَفَاعَةَ مُحَمَّد وَأَهْلِ بَيْتِهِ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وسَلامُكَ .
 أَتَيْتُكَ : مُقِرّاً بِالْجُرْمِ وَالاِسَاءَةِ إلَى نَفْسِي ، أَتَيْتُكَ أَرْجُو عَظِيمَ عَفْوِكَ الَّذِيْ عَفَوْتَ بِهِ عَنِ الْخَاطِئِينَ ، ثُمَّ لَمْ يَمْنَعْكَ طُولُ عُكُوفِهِمْ عَلَى عَظِيمِ الْجُرْمِ ، أَنْ عُدْتَ عَلَيْهِمْ بِالرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ .
فَيَا مَنْ رَحْمَتُهُ : وَاسِعَةٌ ، وَعَفْوُهُ عَظِيمٌ ، يَا عَظِيمُ يَا عَظِيمُ ، يَا كَرِيْمُ يَا كَرِيمُ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَعُدْ عَلَيَّ بِرَحْمَتِكَ ، وَتَعَطَّفْ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ ، وَتَوَسَّعْ عَلَيَّ بِمَغْفِرَتِكَ .
اللَّهُمَّ : إنَّ هَذَا الْمَقَامَ لِخُلَفَائِكَ وَأَصْفِيَآئِكَ ، وَمَوَاضِعَ أُمَنائِكَ فِي الدَّرَجَةِ الرَّفِيعَةِ الَّتِي اخْتَصَصْتَهُمْ بِهَا ، قَدِ ابْتَزُّوهَا وَأَنْتَ الْمُقَدِّرُ لِذَلِكَ ، لاَ يُغَالَبُ أَمْرُكَ ، وَلاَ يُجَاوَزُ الْمَحْتُومُ مِنْ تَدْبِيرِكَ ، كَيْفَ شِئْتَ وَأَنَّى شِئْتَ ، وَلِمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ ، غَيْرُ مُتَّهَم عَلَى خَلْقِكَ ، وَلا لارَادَتِكَ ، حَتَّى عَادَ صَفْوَتُكَ وَخُلَفَاؤُكَ مَغْلُوبِينَ مَقْهُورِينَ مُبْتَزِّيْنَ ، يَرَوْنَ حُكْمَكَ مُبَدَّلاً ، وَكِتابَكَ مَنْبُوذاً ، وَفَرَائِضَكَ مُحَرَّفَةً عَنْ جِهَاتِ أشْرَاعِكَ ، وَسُنَنَ نَبِيِّكَ مَتْرُوكَةً .
 اللَّهُمَّ : الْعَنْ أَعْدَآءَهُمْ مِنَ الاَوَّلِينَ وَالاخِرِينَ ، وَمَنْ رَضِيَ بِفِعَالِهِمْ ، وَأَشْيَاعَهُمْ ، وَأَتْبَاعَهُمْ .
اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيْدٌ ، كَصَلَوَاتِكَ وَبَرَكَاتِكَ وَتَحِيَّاتِكَ عَلَى أَصْفِيآئِكَ إبْراهِيمَ وَآلِ إبْرَاهِيمَ ، وَعَجِّلِ الْفَرَجَ ، وَالرَّوْحَ وَالنُّصْرَةَ ، وَالتَّمْكِينَ وَالتَّأْيِيدَ  لَهُمْ .
 اللَّهُمَّ  : وَاجْعَلْنِي مِنْ أَهْلِ التَّوْحِيدِ وَالايْمَانِ بِكَ ، وَالتَّصْدِيقِ بِرَسُولِكَ ، وَالاَْئِمَّةِ الَّذِينَ حَتَمْتَ طَاعَتَهُمْ ، مِمَّنْ يَجْرِي ذَلِكَ بِهِ وَعَلَى يَدَيْهِ ، آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ .
اللَّهُمَّ : لَيْسَ يَرُدُّ غَضَبَكَ إلاَّ حِلْمُكَ ، وَلاَ يَرُدُّ سَخَطَكَ إلاَّ عَفْوُكَ ، وَلاَ يُجِيرُ مِنْ عِقَابِكَ إلاَّ رَحْمَتُكَ ، وَلاَ يُنْجِيْنِي مِنْكَ إلاَّ التَّضَرُعُ إلَيْكَ وَبَيْنَ يَدَيْكَ ، فصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَهَبْ لَنا يَا إلهِيْ مِنْ لَدُنْكَ فَرَجاً ، بِالْقُدْرَةِ الَّتِي بِهَا تُحْيِيْ أَمْوَاتَ الْعِبادِ ، وَبِهَا تَنْشُرُ مَيْتَ الْبِلاَدِ .
 وَلاَ تُهْلِكْنِي : يَا إلهِي غَمّاً حَتَّى تَسْتَجِيْبَ لِيْ ، وَتُعَرِّفَنِي الاِجابَةَ فِيْ دُعَآئِي ، وَأَذِقْنِي طَعْمَ الْعَافِيَةِ إلى مُنْتَهى أَجَلِي ، وَلاَ تُشْمِتْ بِي عَدُوِّي ، وَلاَ تُمَكِّنْهُ مِنْ عُنُقِي ، وَلاَ تُسَلِّطْهُ عَلَيَّ .
إلهِي : إنْ رَفَعْتَنِي ، فَمَنْ ذَا الَّذِي يَضَعُنِيْ ، وَإنْ وَضَعْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَرْفَعُنِي ، وَإنْ أَكْرَمْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يُهِينُنِي ، وَإنْ أَهَنْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يُكْرِمُنِي ، وَإنْ عَذَّبْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَرْحَمُنِي ، وَإنْ أَهْلَكْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَعْرِضُ لَكَ فِي عَبْدِكَ،  أَوْ يَسْأَلُكَ عَنْ أَمْرِهِ .
 وَقَدْ عَلِمْتُ : أَنَّهُ لَيْسَ فِي حُكْمِكَ ظُلْمٌ ، وَلاَ فِي نِقْمَتِكَ عَجَلَةٌ ، وَإنَّمَا يَعْجَلُ مَنْ يَخَافُ الْفَوْتَ ، وَإنَّمَا يَحْتَاجُ إلَى الظُّلْمِ الضَّعِيفُ ، وَقَدْ تَعَالَيْتَ يَا إلهِي عَنْ ذالِكَ عُلُوّاً كَبِيراً .
 اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَلاَ تَجْعَلْنِي لِلْبَلاَءِ غَرَضاً ، وَلاَ لِنِقْمَتِكَ نَصَباً ، وَمَهِّلْنِي وَنَفِّسْنِي ، وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي ، وَلاَ تَبْتَلِيَنِّي بِبَلاَء عَلَى أَثَرِ بَلاَء ، فَقَدْ تَرى ضَعْفِي وَقِلَّةَ حِيْلَتِي وَتْضَرُّعِي إلَيْكَ .
 أَعُوذُ بِكَ اللَّهُمَّ : اليَوْمَ مِنْ غَضَبِكَ، فصَلِّ : عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَأَعِذْنِي.
وَأَسْتَجِيرُ بِكَ : الْيَوْمَ مِنْ سَخَطِكَ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ  وَأَجِرْنِي.
وَأَسْأَلُكَ أَمْناً : مِنْ عَذَابِكَ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ  وَآمِنِّي .
وَأَسْتَهْدِيْكَ : فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ  وَاهْدِنِي .
وَأَسْتَنْصِرُكَ : فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ  وَانْصُرْنِي .
وَأَسْتَرْحِمُكَ : فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ  وَارْحَمْنِي .
وَأَسْتَكْفِيكَ : فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ  وَاكْفِنِي .
وَأَسْتَرْزِقُكَ : فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ  وَارْزُقْنِي .
وَأَسْتَعِينُكَ : فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ  وَأَعِنِّي .
وَأَسْتَغْفِرُكَ : لِمَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِي فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاغْفِرْ لِيْ .
وَأَسْتَعْصِمُكَ : فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ  وَاعْصِمْنِي .
 فَإنِّي لَنْ أَعُودَ : لِشَيْء كَرِهْتَهُ مِنّيْ إنْ شِئْتَ ذالِكَ .
 يَارَبِّ يَارَبِّ : يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ ، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالاكْرَامِ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَاسْتَجِبْ لِي جَمِيعَ مَا سَأَلْتُكَ ، وَطَلَبْتُ إلَيْكَ ، وَرَغِبْتُ فِيهِ إلَيْكَ ، وَأَرِدْهُ ، وَقَدِّرْهُ ، وَاقْضِهِ ، وَأَمْضِهِ ، وَخِرْ لِي فِيمَا تَقْضِي مِنْهُ ، وَبَارِكْ لِي فِي ذالِكَ ، وَتَفَضَّلْ عَلَيَّ بِهِ ، وَأَسْعِدْنِي بِمَا تُعْطِينِي مِنْهُ ، وَزِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ وَسَعَةِ مَا عِنْدَكَ ، فَإنَّكَ وَاسِعٌ كَرِيمٌ .
وَصِلْ ذَلِكَ : بِخَيْرِ الاخِرَةِ وَنَعِيْمِهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
 [ ثُمَّ تَدْعُو بِمَا بَدا لَكَ .
 وَتُصَلِّي عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، أَلْفَ مَرَّة .
 هَكَذَا كَانَ يَفْعَلُ عليه السلام ] .










التدبر وقراءة دعاء عرفة للإمام الحسين عليه السلام
وبيان أهميته وشأنه الكريم ومعارف التوحيد فيه وتطور أحوال الإنسان برعاية الله سبحانه
وبيان حقائق توسله بالله وشكره على نعمه والاعتراف بفضله وطلب المزيد منه والمغفرة


http://mowswoat-suhofe-alltyybeyyn.org/AlMohadartAlAslameh/almohdritalaslimyh/12dyhajh/9daiaarfhamimhosun.mp3


نرحب بلأخوة الطيبين
 في
موسوعة صحف الطيبين
 والعناوين الفرعية التابعة لها
خادم علوم آل محمد عليهم السلام


وهذه صحيفة برنامج سبحان الله
فيها كثير من الأدعية والأذكار

وهذه صحيفة الطيبين
في تعريف المؤمنين وما يقرب لله رب العالمين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق